بعد أن أشاد الرئيس الايراني رئيسي في کلمة له يوم الارباح الماضي خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء بالعلماء الايرانيين الذين صنعوا القمر الصناعي «خیام» ووضعه في المدار بنجاح واستلامه الرسائل وادارته والتحكم به، معتبرا ذلك من المفاخر التي سجلها ابناء الشعب وأعرب عن بالغ شكره لهؤلاء العلماء والخبراء والمتخصصين في منظمة الجوفضاء الايرانية. وأضاف:” سنزيح الستار في المستقبل عن منجزات جديدة في مجال علوم الجو- فضاء.” فإن ذلك کان للفت أنظار الشعب الايراني أولا والعالم ثانيا الى التقدم العلمي والتکنلوجي الذي تحرزه إيران في ظل النظام القائم، ولکن يبدو إن الفرحة الرسمية للنظام بهذا الصدد لم تتم على خير بعد تکذيب صادر من السفارة الروسية في طهران، مؤكدة أنه من صناعة شركات روسية تلبية لطلب من إيران.
التطبيل والتزمير الرسمي والاعلامي الملفت للنظر لإطلاق القمر الصناعي خيام من محطة بايكونور الفضائية في كازاخستان بواسطة صاروخ روسي من طراز “سايوز”، کان غير عاديا، فمن جانبها قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إيرنا) في مقدمة الإعلام الإيراني لترويج هذا الادعاء فكتبت تقول: “الإطلاق الناجح للقمر الصناعي المحلي الصنع خيام والتقدم الذي أحرزته إيران في هذا المجال” حظي باهتمام وسائل الإعلام العربية الإقليمية والدولية. أما وكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني تناولت الخبر تحت عنوان “القمر الصناعي خيام محلي الصنع من الصفر إلى مئة”!
کل هذا الکلام المنمق والمزرکش الايراني کما يبدو قد ذهب أدراج الرياح بعد أن كذبت سفارة روسيا في طهران الادعاءات الإيرانية، مؤكدة على حسابها في إنستغرام أن المدير العام لشركة الفضاء الروسية الحكومية (روسكوزموس)، يوري بوريسوف، قد التقى بوفد إيراني برئاسة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عيسى زارع بور، وناقش معه موضوع إطلاق القمر الصناعي “خيام”، كما أكدت السفارة أن القمر الصناعي “خيام” للاستشعار عن بعد، وهو من صنع “شركات روسية حسب طلب قدمته إيران”، لکن الذي يلفت النظر أکثر ويثير السخرية والتهکم هو استياء وسائل الإعلام الإيرانية مما قد أعلنته السفارة ووصفها لذلك ب”ادعاء روسيا المثير للجدل”!
ماقد رافق وتداعى عن إطلاق القمر الصناعي خيام، ووصوله الى حد تلك التصريحات الرسمية التي أدلى بها الرئيس الايراني بالادعاء إن هذا القمر الصناعي صناعة إيرانية خالصة وإن روسيا تکفلت بإطلاقه للفضاء الخارجي فقط، يمکن إعتبارها وبصورة واضحة جدا بمثابة فضيحة کبيرة أخرى للنظام تفضح عجزه وسعيه من أجل التغطية على أوضاعه السلبية.