26 نوفمبر، 2024 10:53 م
Search
Close this search box.

لماذا لا تنفجر ميزانية الـ (140) مليار دولار؟!

لماذا لا تنفجر ميزانية الـ (140) مليار دولار؟!

حينما يكون الحاكم هو الرب عز وجل، وتكون السلطة بيد أهله؛ تصبح الأرض جنات تجري من تحتها الأنهار. لكن عندما تكون السلطة بيد السيئين؛ تصبح الأرض أطلالاً تجري من تحتها نقمات!..
فقر وبؤس وحرمان، ومفخخات وفيضانات؛ فوق الأرض. وأنهار من البترول تجري من تحتها، لو أخرجت لاستبدلت بجنات تماثل جنات السماء، وذلك قوله تعالى ( كلما رزقوا من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها).
في الأمس القريب، وبالتحديد في عام 2008 كانت ميزانية العراق (40) مليار دولار، تفاخرت بها الحكومة العراقية وأسمتها (الميزانية الإنفجارية)!. واليوم وبعد مرور ستة أعوام، أصبحت ميزانية العراق (140) مليار دولار، الا أن الغريب في الأمر أنها لا تنفجر!.
لماذا ياترى لا تنفجر هذا الميزانية؟!.
ذلك ما لا يقبله العقل السليم، فعندما تنفجر الأربعين، لا بد ان يكون إنفجار المائة وأربعين أشد، ناهيك عن عدم إنفجارها!.
الحقيقة ان تلك الميزانيات المتصاعدة سنوياً تنفجر بالفعل، بيد أن انفجارها يكون في جيوب المسؤولين في الحكومة، وفي أرصدتهم في الخارج، وتتحول بعضها الى فلل وفنادق ومنتجعات!..
إما الشعب المظلوم، فلا ينبغي أن يطالب بالمزيد، عذراً فالميزانية لا تكفي، وانفجارها يكون في اتجاهات محددة ذكرناها آنفاً!..
منذ أربعة أعوام وكتلة الإتلاف الوطني، ومعها الشعب الصابر المجاهد؛ يطالبون بمشروع (5) بترودولار، والحكومة محجمة عن الإستجابة، خشية أن تتحول بعض الأصوات الإنتخابية الى حساب كتلة المواطن، أو غيرها من الكتل المطالبة بحقوق الشعب. والحكومة متريثة حتى تزداد قيم تصدير البترول، كي تغطي سرقات المسؤولين، وما يفيض عنها سيذهب الى الشعب!..
من منا ينسى تصريح رئيس الوزراء في المدينة الرياضية في البصرة، في أيام الدعاية الانتخابية لانتخابات مجالس المحافظات، والذي قال فيه : إن (1) بترودولار لا يكفي أهل البصرة، ولابد أن يتم رفعه الى (5) دولار، ثم أخلف المالكي وعده، وقام بنفسه برفض القانون! ولسان حاله يقول : إن أنا لم أنتخب فلا أكل الشعب!..
اليوم وبفضل صمود الشعب العراقي المظلوم، الذي ظلمته حكومته المنتخبة، وبفضل مطالبة الكتل الشريفة في البرلمان والقوى الوطنية المخلصة؛ تم تهشيم جزءٍ من الجدار الذي كان يمنع انفجار الميزانية بإتجاه الشعب، وسوف تستمر المسيرة حتى تهشيم كامل ذلك الجدار المشؤوم، فقد أُرغِمَ مجلس الوزراء برئاسة نوري المالكي، على الموافقة على مشروع (5) بترودولار.
ربما نسي القوم أن الشعوب أقوى من الطغاة

أحدث المقالات