تصاعد الانفعالات يؤدي الى تصدع الموقف، وبالتالي ينهار الوطن.. الواحد الصمد، فالواحد اقوى من الاثنين والثلاثة.. خمستهما مجتمعَين، كرقمين يشكلان حدا رياضيا، يتهافت ضعفا امام الرقم (1) الذي يشار به الى الاول في السباق، بينما يشار لمن هم اقل منه قوة ومنعة وانجازا بالرقم (2) نزولا الى (3) و(4) حتى التلاشي صعودا في جسامة الارقام المتضخمة تهافتا، يشبه التضخم السرطاني المتورم استعدادا لنهاية أرى كل تميكة لا تدفع منيتها الحالة لا محال.
فالحرب خيبة العقل وقصور الرؤيا وضعف التدبير، مهما تنافح الواهمون نصرا.. ولا نصر على الصعيد الواقعي، في اية حرب جرتها سفاهة الغرور والمطامع، تحيق دمارا بالشعوب، تداهم امانها وتقلق استقرارها…
… وخاصة الحروب الاهلية…
… انها اكثر مدعاة للتسامح، فليس بين الاهل اضغان ولا احقاد، انما ينطفئ الغيظ بمجرد نشوبه، فلايحزن الخاسر لخسارته، ولا يفرح الرابح بربحه؛ لآنني اذا رميت يصيبني سهمي!
ما يوجب ان ابات مظلوما ولست هاضما لحق اخي، متحليا بالعقل الذي يفرق بين خوف الرجال ورعدة الجبناء، اذ ان الخوف حق واع لتدارك منزلقات الاحداث نحو منطقة انعدام الوزن التي لا مركز ثقل يقرها في موضع الرسوخ؛ فتشيه منفلتة.. تتحطم.
خوف الرجال على الدين والوطن والعيال والرزق، يندرج تحت باب الحكمة، ورعدة الجبناء تؤدي الى تهور، من دون شجاعة.. تبعث على ردود افعال تمحق العدو والصديق وتأخذ البريء بجريرة الآثم،…، تتداخل الاوراق، ويصبح الجميع خاسرين، لا نصر في نار ذات لهب، يصلاها المندفعون بوهم البطولة والاستحواذ على البلد.
تجنبا للندم بعد فوات الاوان، حين يصبح الجميع حكماء، بعد انجلاء الموقف وانتفاء الواقعة؛ انصح الغرماء بالتركيز على الخيط السري الفاصل بين الحكمة والإستخذاء، من جهة، وبين التهور والشجاعة من جهة اخرى؛ فالاعراض متشابهة، لكن الجواهر تتباين بونا شاسع التداعيات.
ابتعدوا عن التهور والاستخذاء اقترابا من الشجاعة الحكيمة؛ تفلحون وطنا صمدا مصمتا من دون تصدعات ولا ازمات ولا… كل مايعاني الشعب منه راهنا…