17 نوفمبر، 2024 4:28 م
Search
Close this search box.

الذاكرة الخاملة لعالية نصيف !

الذاكرة الخاملة لعالية نصيف !

تبحث السيدة النائبة في تصريح لها عن ” حكومة عراقية وطنية قوية لا مكان فيها لضعاف النفوس ” ، والغرض من مطلب كهذا من نائبة مخضرمة كالسيدة عالية نصيف، استرجاع حقوق العراق من الكويت من تعويضات بسبب عزو نظام صدام حسين للكويت في الثاني من آب 1990 ، فضلاً عن مالحق بالشعب العراقي من اضرار انسانية جسيمة بسبب عقوبات مجلس الامن .
ولن ادخل في جدال مع النائبة حول عزو الكويت وما نتج عنه من ويلات بسبب رعونة نظام صدام ، بل ساتوقف عند مطلبها ” يوماً ما ستأتي حكومة عراقية وطنية قوية لاتجامل وليس فيها مسؤولين من ضعاف النفوس لترفع دعاوى في المحاكم الدولية ضد الكويت وتسترجع كل حقوق الشعب العراقي، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
ربما لم تسعفها ذاكرتها ان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء لدورتين متتاليتين ، وهي ممثلة له في قائمة دولة القانون ، كان بامكانه ان يحقق حلم السيدة النائبة باسترجاع حقوق العراقيين، فهو وحكومته ضمن معايير نصيف الدولية، الا اذا كانت حكومة المالكي لدورتيها غير وطنية ولا قوية وفيها مسؤولون ضعاف النفوس ، وحكومتين برئيس وزراء واحد لم تكن قادرة على رفع دعاوى في المحاكم الدولية ، وهي المحامية الملعلعة بالحقوق من داخل دولة القانون!.
اقول ان تعاملها مع ذاكرتها تشبه تعامل السياسيين العراقيين مع الدستور ، فمتى احتاجوا منه فقرة تحول واحدهم الى روبيسبير ، وان تعارضت الحاجة مع النص الدستوري يدافعون عن الاعراف السياسية التي تتحكم بالدستور والذاكرة الانتقائية معاً !!
انا معجب حقيقة بحماسات السيدة النائبة وهي تسوّق ” لنا ” ابو الخبزة ” لرئاسة جديدة فقد أي فرصة في توليها ، متجانبة التحايث بين ” خبزتين ” خبزة شعب ماقبل التغيير وخبزة شعب مابعد الانتخابات ، ولا الومها في حماستها وتفريقها بين الخبزتين ، فالاولى مغتصبة في زمن الدكتاتورية والثانية ضائعة بين الشعارات في زمن الديمقراطية !
حبذا لو تجيبنا السيدة النائبة عن الثمان سنوات التي حكم المالكي فيها (2006ـ 2014) وكانت فيها حقوق الشعب العراقي التي بذمة الكويت غافية في اعماق الذاكرة ومختفية خلف ستائر الانشغالات السياسية المحلية خصوصاً وان المحاكم الدولية كانت موصدة الابواب أمام الدعاوى الكثيرة والتي لاعد لها ، التي رفعها المالكي كرئيس للوزراء للحصول على الحقوق العراقية ، والتي تبيّن فيما بعد ان تلك الدعاوى كانت من خيالات مريضة ارادت ان تشوه حقبة السيد المالكي التي تحول خبزها الى ” كيك ” اشبع الفقراء حد التخمة !
السيدة النائبة عالية نصيف مع شديد احترامي لها ولمطاولتها في المشهد السياسي العراقي ، هي جزء من الكوميديا السوداء التي يعيشها الشعب العراقي بكل مكوناته ،الاكبر منها والاصغر ، واكن لها احتراماً اشد وهي تدافع عن حقوق الشعب العراقي خارج الحدود ، وكان سيكون احترامي اكثر شدّة وعمقاً لو انها تبحث لنا عن المليارات من الدولارات ، وهي من حقوق الشعب العراقي ، التي ضاعت في حقبتي المالكي حتى يتسنى لنا المقارنة بين خبزتين لم نقضم منهما قضمة واحدة !

أحدث المقالات