هناك من يعشق الحسين ويؤمن بفكره الإسلامي للتحرر من العبودية ويعتبره مثله الأعلى، وانا أعشق الفكر الماركسي إيماناً بحبي ومثلي الأعلى تشي جيفارا الذي سعى لتحرير الفقراء، كلاهما ثوار وكلاهما أرادوا تحرير الإنسان من العبودية ومثلما أحترم عشقك للحسين فعليك ان تحترم عشقي لتشي جيفارا، أكثر القراء سوف يتفاجؤون من المساواة بين الحسين ابن بنت رسول الله وبين تشي جيفارا كافر كما يدعون وملحد وديكتاتور دموي، ولو كان احد محبي وموالي الحسين وانا اقول الكلام أمامه لهدر دمي بإسم الإسلام، علماً لا توجد آية أو حديث بهدر الدم على ما قلته اعلاه، لكن ذو التوجه الماركسي لا يفكر نفس تفكير المحب للحسين بهدر الدم لكون يبغض تشي جيفارا، إيماني بتشي جيفارا كرجل ثوري ناصر الفقراء واصبح ايقونة للثوار وليس لي تدخل في جانبه السياسي او تاريخ معاركة الدموية، أنا من دعاة السلام و اللاعنف.
ثورة تشرين كانت ملتقى جميع الاطياف وجميع التوجهات ذات الافكار الحسينية والماركسية واللبرالية وغيرها ونادوا بالتحرر من العبودية، هناك من باع الثورة وخانها وهناك من استشهد وضحى بنفسه الزكية لأجل التحرر من العبودية وهناك من انسحب منها، والذي اغتالهم من الموالين والمحبين للحسين ومن المتطرفين إسلامياً، رغم دماء الثوار من محبين الحسين ومن الماركسيين اختلطوا مع بعض، الحسين لا يعلى عليه للوقوف ضد الظلم والسعي لتحرير المجتمع من الظلم، وتشي جيفارا سعى لتحرير الفقراء من الفقر وظلم الحكام، الحسين استخدم السيف للدفاع عن نفسه وحماية عائلته، وتشي جيفارا حمل البندقية للدفاع عن نفسه وعن المجموعة الذي رافقته في سبيل النضال، الحسين تم الغدر به وكذلك جيفارا تم الغدر به، التاريخ خلد الحسين وكذلك تشي جيفارا خلده التاريخ، الكثير من يستشهد بأقوال الحسين وهناك الكثير من يستشهد بأقوال تشي جيفارا، الحسين دفن في ارض المسلمين الذي استغلوها بالمتاجرة وكسب ثروات هائلة والفقراء عند بابه تتسول وحول مدينته بيوت الفقراء يسكنون بيوت تجاوز، لكن تشي جيفارا لم يستغل نفس الاستغلال لكونه بشر وإنسان حال البشرية جمعاء، ولو الحسين حي الآن ويعارض الذي يستغلون اسمه لكسب المال كان فعلوا اكثر من يزيد بالحسين.
محبي الحسين لم يتعلموا من تأريخ الحسين للدفاع عن الحق ونصرة الفقراء والمظلومين، لكن محبي جيفارا تعلموا من عشقهم له النضال في سبيل نصرة الفقراء والمظلومين والتحرر من العبودية، محبي الحسين تعلموا البكاء واللطم والزحف في الوحل ليقدموا اسوء صورة مظلمة عن نصرة الحسين للفقراء والمظلومين، لكن تعلموا محبي جيفارا التحدي والاصرار لتحقيق اهدافهم لنصرة المظلومين، كلاهما قدم فكرة للأمة هناك من استغلها وهناء من اساء لها.