18 ديسمبر، 2024 8:57 م

– خرجت مهيبة خورشيد من قبرها، تجوّلت في محيط مسجد حسن بيك…لم تشاهد رجالا يتكلّمون العربيّة…استحمت ببحر يافا وقالت:

إلى القدس وإن طال السّفر.

– في لبنان خرجت سناء المحيدلي من قبرها، تجولّت في شوارع بيروت، وقفت في ساحة البرج…نظرت إلى كلّ الجهات….لم تشاهد رجالا… عادت إلى صيدا …خلعت ملابسها…استحمّت ببحرها وقالت:

إلى القدس وإن طال السّفر.

– في الكرخ خرجت راوية العراقية…مشت في شارع الرّشيد…رأت ماجدات مع أطفالهن ترتسم على وجوههنّ علامات البؤس …لم تشاهد رجالا غير العجم…توجهت الى دجلة الخير…رأت دماء في مياهه…استحمت وقالت:

إلى القدس وإن طال السّفر.

– في دمشق خرجت فطّوم من لحدها…بكت عندما رأت الدّمار يطال معالم المدينة التاريخية…لم تشاهد هي الأخرى رجالا…مدّت قدميها في مياه بردى…فكّرت قليلا…خلعت ملابسها…استحمت بمياه النهر وسط نظرات الحسناوات…صاحت بهنّ:

إلى القدس وإن طال السّفر.

في نابلس خرجت لينا النابلسي من قبرها عندما سمعت أزيز رصاص يستهدف الدكتور ناصر الدين الشّاعر، هربت من مدينتها، مشت جنوبا إلى قطاع غزّة وخلفها غابة من النّساء، رأين مدرسة تحمل اسم “مرمرة” بدل اسم الشّهيد غسّان كنفاني، لطمن الخدود، قددن الجيوب، وصرخن بصوت واحد:

عندما يستباح الدّم الفلسطيني بأيد فلسطينية، ويتمّ اغتيال الشّهيد مرّتين، تصبح طريق القدس بعيدة جدا.