خبير إيراني .. ملاحظات على استئناف العلاقات “الإيرانية-الإماراتية” !

خبير إيراني .. ملاحظات على استئناف العلاقات “الإيرانية-الإماراتية” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بعد مرور: 07 سنوات، قررت “الإمارات العربية المتحدة” تطوير علاقاتها السياسية مع “إيران” وإرتقاءها إلى مستوى سفير؛ حيث أعلن؛ “أنور قرقاش”، وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، سعي “أبوظبي” إلى إرسال سفير إلى “طهران”؛ واستئناف العلاقات مع “إيران”.

وقال هذا الدبلوماسي الإماراتي رفيع المستوى؛ بالتزامن مع جولة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، في الأراضي المحتلة وعلى مشارف إنعقاد “قمة جدة”؛ بالسعودية: “الإمارات؛ لن تكون جزءً من محور ضد أي دولة في المنطقة؛ خاصة إيران. أننا منفتحون على أي شيء يحمينا من دون أن يستهدف دولة ثالثة”؛ بحسب موقع (راهبرد معاصر) الإيراني.

الجميع يتجه إلى “إيران”..

وتعليقًا على المطلب الإماراتي بشأن افتتاح مقر السفارة في “إيران” واستئناف العلاقات السياسية مع “الجمهورية الإيرانية”، يقول “سید رضا صدرالحسیني”؛ الخبير في الشأن الدولي، في حوار إلى موقع (راهبرد معاصر): “الدول العربية في المنطقة؛ تقف بشكلٍ جيد على موضوع تفوق إيران على الكثير من الدول العربية، لأننا من الدول الخمس حول العالم التي تمتلك منظومة صاروخية ودعم حلفاءنا العسكريين. وقد بلغت قوة وتأثير الجمهورية الإيرانية في المنطقة مرجلة كبيرة؛ بحيث تتطلع الكثير من الدول العربية، ومن بينها مصر، إلى استئناف علاقاتها مع إيران”.

موضحًا: “الأردن”؛ كذلك يسعى إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع “إيران”؛ حيث نفى وزير الخارجية؛ “أيمن الصفدي”، وجود عداء مع “إيران”.

من جهة أخرى، تجمع “إيران” مع “قطر” و”عُمان” علاقات قوية. علاوة على ذلك تميل “السعودية” إلى استئناف المفاوضات مع “إيران”.

والكثير من الدول؛ وبخاصة في منطقة الخليج، لا تُريد الدخول في نوع من المواجهات مع “إيران”؛ لأنهم يعلمون حجم نفوذ وقوة “إيران”، لاسيما في مجال الصواريخ والطائرات المُسّيرة. وعليه من مصلحة كل دول المنطقة تقوية وتطوير علاقاتها مع “إيران”، و”الإمارات” أيضًا سوف تفعل.

الموقف الإيراني..

وأضاف: “تُجدر دراسة مطلب مسؤول بارز في السياسة الخارجية الإماراتية بشأن استئناف نشاط سفارة أبوظبي في طهران، وكذلك احتمالات زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى طهران، في إطار القضايا الإقليمية”.

علمًا أن “الجمهورية الإيرانية” لم تقطع علاقاتها السياسية مع أي طرف؛ سوى “الكيان الصهيوني”، ونظام الفصل العنصر في “إفريقيا الجنوبية”، لكن علاقاتنا حاليًا مع “إفريقيا الجنوبية”؛ بعد سقوط نظام (الأبارتيد) أفضل.

و”الجمهورية الإيرانية”؛ لا ولن تأبى مطلقًا إقامة علاقات مع الدول المختلفة، بل ينص الدستور الإيراني في بند السياسة الخارجية على إمكانية إقامة علاقات سياسية مع جميع الدول غير المعارضة. و”إيران” تُقيم تفاعل ثنائي ومرغوب مع الدول التي تعترف بإقامة علاقات متوزانة، ولذلك يبدو أن الدول الإقليمية التي كانت قد قطعت أو خفضت مستوى علاقاتها مع “طهران”؛ بذرائع مختلفة على مدى السنوات الماضية، تميل حاليًا؛ (بعد مشاهدة قوة ومكانة الجمهورية الإيرانية في المنطقة والعالم)، إلى استئناف ورفع مستوى العلاقات، و”الإمارات” ليست استثناءً. وهي دولة معروفة فقط في مجال امتلاك مصادر الطاقة، والسياسات التي سبق وأن اتخذتها “أبوظبي” هي إتباع لسياسات دول “غرب آسيا” والخليج العامة.

وحاليًا تستشعر “الإمارات” الحاجة إلى بناء علاقات مع دولة قوية ومستقلة كـ”الجمهورية الإيرانية”، لأن قطع العلاقات مع “إيران” يتسبب في الكثير من المشاكل لـ”الإمارات”.

الجزء الرئيس من جغرافيا المنطقة خاضع لـ”إيران” !

واستطرد “صدرالحسيني”: “رغم العمليات النفسية التي يقودها الإعلام الغربي ضد “إيران”، لكن الحقيقة هي حاجة دول المنطقة إلى إقامة علاقات مع إيران، لأن الجزء الرئيس من جغرافيا المنطقة يقع تحت سيطرة الجمهورية الإيرانية، ولا يمكن تنفيذ أي خطوة بالمنطقة دون مراعاة الموقف الإيراني”.

ويتطلع الإماراتيون إلى إمكانية مشاركة “إيران” فيما يتعلق بالسياسات الإقليمية، والحصول على الدعم الإيراني في القضاء على العديد من المشكلات، والاستفادة بشكل عام من الإمكانيات والقدرات الإيرانية.

مع هذا يُجدر بالإماراتيين الحذر تجاه تأثير “مجلس التعاون الخليجي” المنحل؛ الذي مازال يتحدث مع الأميركيين عن الجزر الإيرانية، وتوضيح الموضوعات المغلوطة والإحجام عن التأكيد على الموضوعات التي تحول دون تقوية العلاقات البناءة بين البلدين.

وليعلم الإمارتيون أن “الجمهورية الإيرانية” لن تقبل مطلقًا بمشاركة “الكيان الصهيوني”؛ والقيام بدور أكبر في المنطقة. وأن المساعي الرامية إلى بقاء كيان غاصب كـ”الإحتلال الصهيوني” من خلال تطبيع العلاقات مع دول المنطقة، من جملة الموضوعات التي تُجدر مراعاتها في المعادلا السياسية بين “الجمهورية الإيرانية” و”الإمارات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة