بعد زيارة بايدن للسعودية وعقد مٶتمر جدة، فإن الامور لاتزال على حالها ولايبدو هناك في الافق أي شئ يبعث على الامل على إجراء ثمة تغيير، ذلك إنه وبقدر ماطالبت قمة جدة إيران بتغيير نهجها فيما يتعلق بتدخلاتها في المنطقة وبسلمية برنامجها النووي، فإن إيران متمسکة أکثر من أي وقت آخر بتدخلاتها في بلدان المنطقة وببرنامجها النووي بل وحتى إنها تصر على ذلك وترفض التخلي عنهما.
الدعوة الصريحة والعملية التي وجهتها قمة جدة لطهران، يمکن الجزم بأنها لن تکون أوفر حظا من الدعوات السابقة التي لم تتمکن من تحقيق أية نتيجة مع هذا النظام، بل وحتى إن النظام قد رفضها جملة وتفصيلا لأنه رفض زيارة بايدن من الاساس وإعتبرها موجهة ضده، وبعد کل هذه الاعوام من التواصل والتفاوض والحوار مع هذا النظام، فإن الذي تمخض عن ذلك لاشئ بل وحتى إن الذي يبدو إن کل ذلك ليس إلا مجرد بحث ونبش في السراب من أجل الحصول على شئ ولاشئ في السراب!
التمعن في السياسة والنهج الذي يتبعه النظام الايراني ازاء المنطقة والعالم، فإن من الواضح جدا بأنها مبنية في أساسها على مبدأ القوة والاعتماد على ذلك من أجل تحقيق الاهداف والغايات، وحتى إن دور الاحزاب والميليشيات التي زرعتها عن سابق قصد، تقوم بإستخدام القوة بشتى الطرق لتفرض خياراتها وإن سوح العراق ولبنان واليمن وحتى سوريا تٶکد ذلك بمنتهى الوضوح، وإن إتباع اسلوب الحوار والتفاوض مع نظام يعتمد على مبدأ القوة ويصر على التمسك بتدخلاته وببرنامجه النووي، بات واضحا بأنه اسلوب فاشل وغير مجد والاهم من ذلك يجب على بلدان المنطقة والعالم البحث عن طرق واساليب أخرى للتعامل مع النظام الايراني.
إن ماجرى ويجري في المنطقة والعالم من حيث التعامل مع النظام الايراني عن طريق التفاوض والحوار، کان في خطه العام في خدمة النظام الايراني ولم تستفد منه بلدان المنطقة والعالم شيئا سوى إضاعة الوقت وهدره لصالح النظام الايراني، الاجدى من توجيه الدعوات المکررة لنظام ثبت بأنه يعتبرها دليل على ضعف الآخرين وعلى عدم تمکنهم من مواجهته والاسوأ من ذلك إنه وبسبب ذلك يتمادى أکثر ويزداد تعنتا وإصرارا على تمسکه بمواقفه وعدم تغييرها، وهذه حقيقة ملموسة لايجب التهرب منها أبدا سواءا من جانب البلدان الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريکية أو البلدان العربية وفي مقدمتها السعودية ومصر.
بعد أکثر من أربعة عقود النظام الايراني وبعد کل حالات الفوضى والعبث التي أثارها في بلدان المنطقة وقلبه للأمور رأسا على عقب فإن الدعوة الموجهة له من جانب قمة جدة تعتبر بمثابة سعي في غير محله ولن يغير في أصل القضية شيئا!