ثمة ما يدفعنا الى العزوف عن الدخول في واقع الامة المشتعلة و الخوض مع الخائضين في قضايا ميتة أصلاً , لكن ثمة ما يؤرقنا لحال هذه الامة التي ننتمي لها ثقافة و تأريخاً و نندمج معها كنشوء فطري و ننصهر بها كمكون اجتماعي وحتى وان تقولبنا مع هذا المجتمع يبقى يرعبنا ذلك المجتمع بسلطته غير الواعيه و تحريكه من قبل بعض الاطراف التي تؤلب قوماً على قوم اخرين و تبقى قضايانا ليس فيها حياة ولو كانت حية لما أجزم كل طرف على انه الخلف الحقيقي للرسول وانه هو من يملك الحقيقة المطلقة التي لا يشاركه بها آدمي قط , أمة مسعورة على نهم لحوم البشر و مولغة بدم المساكين و منعطفة الى حيث القتل و النحر و التفجير دون أي واعز انساني او محرك عقلي يرشدنا الى حيث المعطوب من هذا الذي يؤرق حياتنا و يزل بنا وبمستقبل أمة كاملة الى حيث الهلاك الحقيقي , اننا نحتاج الى تشخيص هادئ ومتقن منصف وغير متحزب متعلم ومتحرر لكي يعتق هذه الامة المسعورة من بعض المسعورين الذين تشرعنوا باحاديث ونصوص ليس لها مساحة تتوائم مع اخلاق النبوة, اننا نحتاج الى دراسة شجاعة لإزالة كل سواد التأريخ عن حاضر اليوم و المستقبل .
الذي تمر به الامة العربية و الاسلامية اليوم من حرب وقتل ودمار وقطع الرقاب كله يأخذ شرعيته من نصوص دينية و لأن هذه النصوص اخذت قدسيتها من قدمها و إعتياد الناس على التحدث و التبرك بها ليس هناك من يحاول من رجالات التدين ان ينقب عن صدقية هذه الاحاديث و عن هتكها في بعض الاحيان للعرف العلمي و الاجتماعي و الادبي , ولأن أغلب رجال الدين من المنتفعين بالدين و غير نافعين به تجرهم أهوائهم الى حيث السمين من العلف و الكثير من الاموال و الوفير من العيش , فتغافلوا عن واقع الدين المنخرط الى الدرك المنحط في هذا العالم الكبير وتهافتوا يتلاهثون خلف ملذاتهم و شهواتهم . لم يكتفوا بالطعن و اللعن بل سيرتهم غرائزهم المتوحشة الى استباحة دم الابرياء من الناس يلقونها بخطب صادحة يحرصون بخطبهم على ان تخرج الحروف من مخارجها الصحيحة يتلون بها كتاب الله و تعاليمه و يدعون بأسم الله الى قتل عباد الله , مفارقة محزنة حقاً .
إننا أحوج الامم الى الانسانية التي يأخذ الدين منها و ينطلق بها , الانسانية المصلوبة على عتبة صفار الكتب المزورة الداعية الى جلد المتحررين و قتل المبدعين وتحجيم الواعين , كيف لنا ان نسير في هذه الحياة وما زالت كتب الحديث المختلقة تهدد عيشنا و تقهرنا على الرجوع الى زمن ميت عاش فيه اصحابه بتناحر و خصام وقتل وصليل سيوف لم تهدأ , ودم لم يجف ؟ كيف لي ان أعيش في الولايات المتحدة المتطورة علمياً وأنا لازلت أفكر في أحاديث ابو هريرة و طريقتها و سردها و موضوعاتها صحتها ودسها كذبها و تحريفها ؟ كيف لنا ان نستقيم ونحن لازلنا نتعامل مع التأريخ وكأنه اليوم أما اليوم فهو عدم غير موجود ؟
المدافعون عن الاسلام و الشريعة الاسلامية كثر لكن للأسف المخلصون قله المتأسلمون كغثاء السيل أما المسلمون فقلة ايضاً , المتصلبون على الاسلام البيئي يلهثون ان الحق معهم يحيطونه بهالة من الاحاديث و الروايات الزائفة , أما المسلمون المنفتحون فتجدهم يوجدون المشتركات مع الاخر المغاير دون حرج في الاخذ منه او تزويده بما يتلائم مع المصلحة الانسانية و الادبية , العاملون على تنقية التراث محاربون أما المبتدعون في تزييف التراث متصدرون واجهة الاحداث و يرفعون على الاكتاف .
نحاول هنا إيجاد مساحات غير ملغومة لكي يعيش عليها البسطاء من الناس وغير المنتفعين منهم نجتهد في تطهير بعض الملغوم في أزقة الفقراء و أذهان العوام نحاول إزالة ذلك الثابت المقدس بسلطة التخويف و ألسنة الوعاظ و الفارغين من الناس .
السنة النبوية احاديث الرسول أم تلفيق مزيف . يلحق …