23 نوفمبر، 2024 9:57 ص
Search
Close this search box.

مبادرة قناة البغدادية لحل أزمة الأنبار…!

مبادرة قناة البغدادية لحل أزمة الأنبار…!

عندما استمعت إلى البيان الذي تلاه أنور الحمداني مقدّم برنامج ستوديو الساعة التاسعة عن مبادرة القناة ومديرها الدكتور عون حسين الخشلوك , توّقعت أنّ الدكتور الخشلوك ومن خلال اتصالاته ولقائاته التي استمّرت لأيام مع شيوخ العشائر في محافظة الأنبار , إنّه قد توّصل معهم إلى تفاهمات لدعم القوات المسلّحة العراقية والوقوف معها في حربها ضد كتائب الإرهاب والقتل من القاعدة وداعش وبعض العصابات الخارجة عن القانون التي يدعمها قسم من هذه العشائر , وكنّا نتوقع أيضا أنّ الدكتور الخشلوك قد توّصل مع هؤلاء الشيوخ إلى تفاهمات تفيد بسحب أبناء هذه العشائر من هذه التنظيمات والعصابات الخارجة عن القانون , في خطوة من أجل حقن الدماء وتطويق الفتنة , لكنّ المفاجئة والصدمة كانت باستضافة القناة لما يسّمى بأمير عشائر الدليم علي حاتم السليمان وطريقة حواره من قبل مقدّم البرنامج أنور الحمداني , وقبل مناقشة ما جاء في هذا الحوار… يتوّجب علينا أولا معرفة أطراف هذا الصراع , وهل فعلا أنّ الجيش العراقي يصوّب نيران اسلحته للسكان المدنيين الأبرياء كما يدّعي هذا الصعلوك الدّعي ؟ أم أنّ مقدّم البرنامج أراد استغلال هذا التافه لتشويه صورة الجيش العراقي ووئد المبادرة وقتلها وهي في المهد ؟ .

والجميع يعلم أنّ طلب الاستعانة بالقوات المسلّحة العراقية قد تمّ من قبل الحكومة المحلية في محافظة الأنبار ومحافظها , وعندما طلبت الحكومة المحلية من القائد العام للقوات المسلّحة بسحب هذا الجيش إلى خارج المدن , استجاب القائد العام للقوات المسلحة لهذا الطلب وأمر بسحب الجيش إلى خارج المدن , وبعد يوم واحد فقط من خروج الجيش من المدن تفاجئ العراقيون بسقوط مدينتي الرمادي والفلوجة بيد مسلحي القاعدة وداعش واستسلام أجهزتها الأمنية بالكامل إليهم , وبعد ذلك الإعلان عن القلوجة إمارة لدولة داعش , ومنذ هذا التاريخ والحكومة العراقية والجيش العراقي قد وفّرا كل الإمكانات لأبناء العشائر والصحوات لإخراج هؤلاء المسلحين والقضاء عليهم , فالمعركة الدائرة الآن في محافظة الأنبار هي بين الجيش العراقي من جهة وبين كتائب القاعدة وداعش والعصابات الخارجة عن القانون من جهة أخرى , وليس كما يدّعي هذا الصعلوك التافه .

والذي يريد أن يتقدّم بمبادرة لحل النزاع وتطويق الأزمة عليه أولا تحديد أطراف هذا النزاع وأسباب نزاعهم , وكما قلنا إنّ طرفي النزاع هما الشعب العراقي وجيشه من جهة وكتائب الإرهاب والقتل من القاعدة وداعش والعصابات الخارجة عن القانون من جهة أخرى , فهل تريد قناة البغدادية من الحكومة أن تجلس مع القاعدة وداعش للحوار ؟ الجواب بالتأكيد لا , لانّ البغدادية تعلم علم اليقين أنّ الحكومة لا يمكن أن تجلس مع الإرهاب تحت أي ظرف أو أي مبرر , فمن هذا نستنتج أنّ المبادرة موجهة لبعض عشائر محافظة الأنبار التي توّرطت وانخرطت مع الإرهاب في قتال الجيش العراقي لأسباب طائفية وسياسية , وهذا يتّطلب من القناة ومديرها اختيار الشخصيات المناسبة لإنجاح هذه المبادرة , وليس هذا الصعلوك البائس والتافه الذي قدّمه أنور الحمداني من أجل وئد المبادرة وقتلها في المهد , ولا اعتقد الآن بعد جريمة يوم أمس بقتل الجنود الخمسة وإعدامهم أمام الناس بعد أسرهم من قبل قوات العشائر التي يمثلها على حاتم السليمان وتسليمهم لداعش , أن يكون هنالك مبرر منطقي لاستمرار هذه المبادرة , مع العلم أنه لا توجد أصلا أي مبادرة  , ولم نلمس أي اقتراحات تصلح لأن تكون أساسا لمبادرة حقيقية لحقن الدماء وتطويق الفتنة , في الختام اتوجه للدكتور عون الخشلوك مدير قناة البغدادية الفضائية وأقول له المبادرة التي أعلنتها بهذا الشكل … لا تستحق موافقة رئيس الوزراء عليها .

أحدث المقالات

أحدث المقالات