تنوعت أشكال الحروب وأساليبها, على مر التاريخ, وحسب التطور في طبيعة الحياة, والتقدم العلمي والتكنولوجي.
بدأت تلك الحروب بالصراع الجسدي, ثم باستخدام بعض المعدات البسيطة, وأسلحة بدائية لاحقا, ثم السيوف وأشباهها.. وحصلت القفزة الكبرى بظهور الأسلحة النارية, وتلاحق تطورها الذي مثل مرحلة حصول المذابح الكبرى في الحروب..تلا ذلك النقلة الهائلة, باختراع الأسلحة النووية, وحروب الفضاء, ناهيك عن التطور الخيالي في الإمكانات التكنولوجية الساندة.
انتبهت المؤسسات والدوائر السياسية, والمهتمة بالشأن الإستراتيجي, والعسكري, أن هناك أساليب أخرى, اقل ضررا وكلفة, ولها اثر كبير على الخصوم, ربما يوازي, أو في الأقل يساعد, في إكمال اثر الأعمال العسكرية, وهو أسلوب الحرب الإعلامية.
يركز هذا الأسلوب, أو هذا النوع من الحروب, على محاولة التأثير على قدرة الخصم, وإضعافها, من خلال نشر ما يسيء له, ويقلل من قدراته إعلاميا, ويوهن معنويات قواته, ويعظم قدرة الجهات المضاد ة له.
استخدم المتنافسون السياسيون هذا الأسلوب, فهو قليل الكلفة, وسريع الفعالية, وحاسم أحيانا, لأهمية سمعة السياسي, ومقبوليته لدى الجمهور, وأثرها الكبير في مسيرته المهنية, ومستقبله السياسي, إلا انه لاحقا..خرج هذا الأسلوب عن حدوده المقبولة, فبدأ الأمر يأخذ شكل حملة, أو حرب تسقيط للخصوم, من خلال بث أخبار كاذبة, أو خلط معلومات صحيحة مع أخرى كاذبة, أو دفع أخبار صحيحة, أو تصريحات, أو مواقف, عن معناها ومقصدها الحقيقي.. ناهيك عن تتبع الزلات والسقطات.
اعتاد العراقيون, أن يشاهدوا عروضا اقرب ما تكون إلى السيرك, من الفضائح, والملفات, والملفات المضادة..خلال السنة التي تسبق الحملة الانتخابية, ويبدأ الكثيرون بنشر الغسيل القذر لخصومهم السياسيين, بل وحتى بعض حلفائهم.. فالكل يعتبر الانتخابات.. يوم المصير.. ومعركة لإثبات الوجود.. وليست وسيلة لتقديم برنامج ناجح, قابل للتطبيق, ويمكن أن يقتنع الناخب بمصداقيته!!
حرب لارادع فيها و لاوازع..غاية في الانحدار..والقذارة..إلا ما رحم ربي.