الواقع يقر بوضوح بوجود قوى فاعلة فيه , تنفذ مشاريعها وتحقق إنجازاتها التدميرية , لما هو وطني وتراثي وتأريخي , ويشير إلى حضارة ودور عربي فكري وثقافي.
فالقِوى لها قادتها وطوابيرها , وقدراتها المادية والمعنوية والإعلامية والعسكرية , ولا تأبه بما تأتي به الأقلام , فالقافلة تسير ولا يعنيها الصياح.
والسلوك يدل ويؤكد أن البلاد محكومة بغير أهلها , وتمضي في دروب تنفيذ المشاريع , التي تصب في أوعية مصالح الطامعين بالإستحواذ على مصيره.
وما تحمله السطور وتنوء منه الكلمات لا معنى له ولا قيمة , ولا تأثير في الواقع الذي تتدافع فيه بلدوزرات الخراب والدمار العظيم.
فالناس عليها أن تتمتع بالديمقراطية , ولتكتب على هواها وتتكلم كما تشاء , فهذا لا يعني شيئا , ولن يمنع المشاريع المرسومة من التنفيذ بإندفاعية وحماس مطلق.
فهناك ديمقراطية التنفيذ وديمقراطية الهذيان والهذربة , في عالم فقد الإنسان فيه قيمته والعقل دوره , وإستباحته الرؤى والتصورات البهتانية الأصولية التضليلية القاهرة للفضيلة , والداعية للمنكر والفساد بإسم الدين.
وهناك قِوى متنامية ترفع شعارات وفقا لتصوراتها , لإبادة البلاد وتفرقة العباد , فقد إضطربت التسميات وتميَّعت المصطلحات , وصارت كل كلمة تعني جميع الكلمات.
ولهذا فالواقع تحت رحمة الأفعال الأثيمة , والأعمال الجريمة , التي تتوشح بالمعروف , وما يناهضها منكر , وعليه أن يرحل من الحياة , التي تتنعم بها إرادتهم المؤزرة بقدرات وطاقات عدوانية مؤدلجة , ومحشوة بالأصوليات والدوغماتيات المتحفزة للكفر بالإنسان.
فهل من قدرة على وقف المجاهرة بالبهتان , وتأكيد قيمة الإنسان؟!!