كثيرا ما تهتم شعوب العالم اليوم بزيارة رؤساء الدول الكبرى الى دولهم من اجل الحصول على منحة مالية تقدمها تلك الدول او معونة اجتماعية لدولهم المحتاجة.. اليوم نحن ننتظر زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن الى منطقة الشرق الاوسط التي اعلن عن موعدها بحسب بيانات البيت الابيض في منتصف شهر تموز الحالي والتي سيبدأها بالتأكيد الى ابنتهم المدللة اسرائيل ثم الى الضفة الغربية ليغطي على صورة امريكا الديمقراطية في العالم
بعدها سوف يتوجه الى الحليف والصديق القديم للولايات المتحدة المملكة العربية السعودية رغم وجود خلافات بينهم تخص النظام الديمقراطي وملفات حقوق الانسان والشفافية ومارافق ملف مقتل الاعلامي خاشقجي وعند وصوله العاصمة السعودية الرياض وحسب ما متفق في برنامج الزيارة فانه سيكون هناك اجتماع بملوك وأمراء مجلس التعاون لدول الخليج العربية. واعتقد ما سيتناوله معهم هو موضوع النفط فقط لأنه سيطلب من هذه الدول زيادة منتوجها النفطي لسد النقص الحاصل في الطلب على البترول والمحافظة على استقراره في الاسواق العالمية والسيطرة على صعود الاسعار خاصة بعد ان اعلن عن النقص الكبير في المخزون الاستراتيجي الامريكي وهذا ليس بجديد على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه دول الخليج العربي. فالولايات المتحدة الأمريكية دوما تشعر المواطن الخليجي بانها السند له وانها الحماية الدولية لدولهم من اي عدوان يتعرضون له وكأنها تقول لهم اننا شركاء في ثرواتكم الطبيعية وبما ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي يشعرون دوما بخطورة الموقف ولا تربطهم بعلاقات متينة مع دول الجوار فلذلك يعتبرون ان الولايات المتحدة الأمريكية ملجأهم الآمن من كل شيء فاغلب تسليح جيوشهم واسلحته وعدته العسكرية من الولايات المتحدة اضافة الى شركات النفط الامريكية العملاقة والتي لها الباع الاكبر في النفط والغاز الخليجي..
فضلاً عن ذلك وحسب ما موجود على جدول الزيارة فان الرئيس الامريكي سوف يلتقي بقادة دول مصر والأردن والعراق وبهذا سوف تعتبر السعودية المحطة الأهم بالزيارة وهنا يتسأل المواطن العربي عن فوائد تلك الزيارة فالولايات المتحدة سوف تأخذ بصورة غير مباشرة المال من دول مجلس التعاون الخليجي لتقوم بمنحه لمصر والاردن والذي سيكون طلب المساعدات وبصورة ملحة لقادة تلك الدول لبلدانهم في بداية اللقاء بينهم وبين الرئيس الامريكي فالرئيس المصري السيد عبدالفتاح السيسي داخل في معركة اعمار كبيرة وهو بحاجة ماسة الى المصاري من اجل النهوض بشعبه المصري الى مطاف دول العالم المتقدم وهذا ما نشاهده في وسائل الاعلام من حملات اعمار متعددة الجوانب… اما الملك الاردني فهو يرى ان الشعب الاردني يعيش حياته اليومية مع موجة غلاء ولابد من المساعدة للتخفيف عن كاهل المواطن الاردني..
ويبقى موقف رئيس الحكومة العراقية والذي يعتبر الاضعف دوما فهو كل ما يريده هو الاستماع للتوجيهات الامريكية ووجهة نظرها فيما يحدث في العراق ونقل هذه التعليمات الى السياسيين في المنطقة الخضراء. فأما تكون توجيهات قديمة تعودوا عليها او ربما فيه توجه جديد مخيف بعض الشيء.. وربما يفاجئ الرئيس الامريكي الاعلام بزيارة لقاعدة عين الاسد العراقية للالتقاء ببعض الفنيين الامريكيين الموجودين هناك وتناول بينهم وجبة فطور خفيفة مع تصوير فيديو يطمأن الشعب الامريكي على مواطنيهم…. تختتم الزيارة وتكون نتائجها كما ذكرناه سلفاً مع اضافة فقرة مساعدات اضافية لإسرائيل والفلسطينيين ويعود بعدها الرئيس جو بايدن الى البيت الابيض سالما غانما بعد ان قطع الآلاف من الكيلومترات والتقى بأصدقاء الولايات المتحدة من الشرق اوسطيين….