بعد أن ثبت إن هناك تحالف خفي بين العبادي ومقتدى الصدر لا يعلم به حتى قادة حزب الدعوة لأن السيد العبادي بالأساس وبالخفاء قد انشق عن هذا الحزب والآن يعمل على إيجاد قوة داعمة له وتسانده في حالة إعلانه لهذا الحزب وإنشقاقه رسمياً وإعلامياً عن حزب الدعوة, وقد بينا هذا الأمر في أكثر من مقال, نوضح الآن كيف إن مقتدى الصدر قد أصبح يدور في الفلك الأمريكي من حيث يشعر أو لا يشعر.
فالجميع يعلم إن السيد العبادي ومن أجل الحصول على الرضا والدعم الأمريكي فقد أعلن وبكل وضوح رضوخه لأمريكا, وبما إن أمريكا وبالخصوص إدارة ترامب تعي جيداً إن أغلب الأحزاب في العراق هواها شرقي إيراني, فقد عملت على توجيه العبادي على استقطاب شخصية قوية ولها قاعدة جماهيرية كبيرة تعمل على إزاحة الأحزاب الموالية لإيران أو المتعاونة معها وهذا بالتعاون مع العبادي بكل تأكيد, فوقع الأختيار على مقتدى الصدر مستغلين العداء بينه وبين المالكي, وقد بدأ هذا الأمر منذ اللحظة الأولى التي أخذ التيار ” المقتدائي ” – أقول مقتدائي لأنه لا يمثل إلا مقتدى فقط ولا يمثل التيار الصدري فالتيار الصدري له العديد من القيادات الخارجة عن فلك مقتدى – المطالبة بتغيير قانون الإنتخابات وتغيير أعضاء مفوضية الأنتخابات, فبتغيير قانون الإنتخابات ستكون هناك خطوة مقتدائية عبادية لإزاحة المنافس الموالي لإيران بشكل كبير وهو المالكي وهذا ما تسعى له إدارة ترامب.
الأمر الآخر التيار السياسي المقتدائي ومعه العبادي لديهم علم بأن الإدارة الأمريكية تريد أن تبقي على بعض السياسيين الحاليين في المستقبل ويحصلون على دعمها شرط أن يكونوا بصفة شهود على الكتل والأحزاب السياسية الأخرى التي تريد أمريكا الإطاحة بها, فقد أصبح مقتدى ومن حيث يشعر أو لا يشعر ذو هوى غربي أمريكي وهذا بفضل تحرك العبادي الخفي الذي استطاع أن يجير مقتدى لصالحه وصالح أمريكا ويكون لنفسه قوة سياسية وثقل في الشارع العراقي وفي البيت الأبيض, أما قضية الثأر الأمريكي من مقتدى الصدر فهذا سيكون له ترتيب آخر وفي وقت لاحق وستكشفه الأيام.