بعد سقوط بغداد على يد قوات التحالف عام ٢٠٠٣ وبروز السيد مقتدى الصدر كقوة جماهيرية وشعبية لافتة كان الظن السائد لدى الاوساط العشائرية والنخب المثقفة ان القيادات القادمة من دول المنفى ستكون هي المؤثرة بالمشهد السياسي العراقي والى حد ما كان هذا الاعتقاد يجد له مصداقا على الواقع غير ان خلال تلك السنوات كانت كفيلة بان تقلب الموازنة ليصبح قادة الخارج تلامذة في حضرة السيد الصدر تلميذ الامس ، فما الذي قلب المعادلة ، وهنا استذكر قول المدير التنفيذي لشركة نوكيا الشركة الرائدة في صناعة الهواتف النقالة حين قال انهم لم يفعلوا شيئا لتصبح شركته خاسرة وفي ذيل شركات صناعة الهواتف النقالة ،الامر ينطبق على قادة الامس واقصد بهم قادة الاطار التنسيقي الذي لم يفعلوا شيئا يعطيهم زخما في الشارع حيث انهم التفتوا الى السلطة ومغرياتها وكانت السلطة غايتهم ووسيلتهم فاهملوا الشارع وبدلا من يوسعوا قاعدتهم الجماهيريه والسياسيه ويتمكنوا من احتواء بقية الاطراف نراهم اهتموا فقط بملذات السلطة وامتيازاتها حتى انتبهوا على واقع الانتخابات الاخيرة وقد خسروا الكثير من جمهورهم وحلفائهم واصبحو في وضع لا يحسدون عليه كما انهم وان راهنوا على الحشد الشعبي فان الناس بدات تضيق ذرعا بالميليشيات المنضوية تحت هذا العنوان وما تمارسه تلك القوى المسلحة من ترهيب وايذاء للناس ،في الجانب الاخر كان السيد مقتدى الصدر يعمل دون كلل او ملل على تهيئة انصاره والحفاظ عليهم من التشرذم بل وعمل باسلوب الاستاذ على توسيع قاعدته من خلال طروحاته البسيطة في ادارة الدولة ولعل نظرية حكومة الاغلبيه التي دعا اليها ساهمت الى حد كبير في بروز نجمه كاستاذ في السياسه العراقيه برغم انه لحد الان لم يمتلك رؤية واضحة لمستقبل العمل السياسي العراقي كون اغلب حلفائه تحيط بهم شبهات فساد واثراء على حساب المال العام او انهم لا يؤمنون بالعراق كبلد واحد موحد يعيش فيه الجميع ولكن عزاء الصدر في هذا النوع من التحالف انه افضل ممن ثبت فشلهم خلال سنوات الحكم السابقة اولا وانه يراهن على قدرته على جعلهم يكفون ايديهم عن المال العام ،امور اخرى ينبغي على السيد الصدر الالتفات اليها وهي تهم الشارع كثيرا منها امتيازات الطبقة السياسيه من وزراء ونواب والذين يحصلون على رواتب وامتيازات ضخمة جعلتهم يصبحون اغنى سياسيين في العالم ونرى ان التركيز على هذا الامر اوجب من التركيز على رواتب الموظفين بل ان هذا الامر يجب ان يكون في قمة الاصلاح الذي ينادي به السيد الصدر كما ان كثيرا من المحسوبين عليه هم متهمبن بالفساد على الاقل اثروا بشكل صاروخي يجب عليه استبدالهم بغيرهم والا فلا يعقل ان يستمر بعضهم في شغل مناصب مرموقه جعلت احذيتهم تصل قيمتها الى ٢٠ الف دولار في حين يقبع غالبية الشعب تحت خط الفقر كما ارى من وجهة نظر شخصية ان السيد بحاجة الى مستشارين ذوو خبرة وتجربة وتضج سياسي يمكنهم تقديم استشارات مفيده للسيد وتياره وليس الى شباب لا يعرفون سوى التملق فالسيد مع الله ومن كان مع الله لا يحتاج تملق البشر فالسيد صار الاستاذ وارغم الاطاريون على ان يكونوا تلامذته