19 ديسمبر، 2024 2:09 ص

محمد بن سلمان و بايدن , والقادمُ اعظم .!

محمد بن سلمان و بايدن , والقادمُ اعظم .!

في الحقيقة أنّ ما سيجري من مجرياتٍ في الملتقى او المؤتمر القادم في جدّة , والذي سيحضره الرئيس الأمريكي وقادة دول الخليج بالإضافة الى مصر والعراق والأردن , وبدعوةٍ من العربية السعودية ” مُتّفق عليها مسبقاً ” فهو اكبر من بايدن والأمير السعودي والحساسية السياسية القائمة بينهما والمحرجة لكليهما ..

هنالك فرقٌ شاسع بوجود تداعيات مسبقة لهذا اللقاء على الصعيدين الأمريكي والسعودي , وبين التعمّد والتسبب في وضع وايجاد هذه التداعيات , والتي ستزيد المشهد تعقيدا , فمنذ يومين قامت الإدارة الأمريكية بإطلاق أسم ” جمال خاشقجي ” على الشارع الذي تقع فيه السفارة السعودية في واشنطن .! , بينما وردّاً على ذلك يطالب نشطاءٌ ” غير معروفي الأسم ” بتسمية شارع ” ابي غريب ” الذي تقع فيه السفارة الأمريكية في الرياض , وهي اشارة واضحة وبارزة للجريمة الشنعاء التي ارتكبوها الأمريكان بحقّ المعتقلين في سجن ابي غريب في العراق , أثناء سنوات الأحتلال .

    بدلاً من محاولة تخفيف حدّة التوتر بين المملكة والولايات المتحدة تجري هذه الإجراءات , جرّاء ما يواجهه الرئيس الأمريكي من احراجٍ  أمام وسائل الإعلام الأمريكية ” على الأقل ” جرّاء وعده السابق بعدم التعامل والتواصل مع ولي العهد السعودي بسبب التهمة حول قتل خاشقجي , بينما أنّ بايدن ومنذ ترشيحه للرئاسة كان يتخذ مواقفا سلبية تجاه المملكة , ويوعد بفرض ” الأتاوات المالية ” عليها كثمنٍ للحضور العسكري الأمريكي في السعودية ” وقد اوفى بوعده بعد ذلك ” , وكانت تلك اجراءات ابتزازٍ واضحة المعالم وتحت اضواء وسائل الإعلام , بل أنّ الرئيس الأمريكي ومنذ بداية تسنّمه للرئاسة رفعَ أسم الحوثيين من قائمة الإرهاب , كما ومنذ سنتينِ ونيف سحب انظمة الدفاع الجوي لصواريخ باتريوت من الأراضي السعودية < ولعلّ ذلك كان لتسهيل انطلاق الصواريخ والمسيرات الحوثية نحو مطاراتٍ ومحطاتٍ وحقولٍ نفطية في المملكة > , ماذا يهدف السيد بايدن منذ ذلك الحين وبعده .؟ وها هو جاء مرغماً للقاء وليّ العهد السعودي في هذه القمّة المرتقبة .

الهاجس النفسي المهيمن على رؤى الرئيس الأمريكي دفعهُ للقول < في ردٍّ ” لم يمتلك سواه ! ” لأسئلة الصحفيين , عبرتصريحه بأنّه ليس مسافراً للقاء وليّ العهد السعودي , وإنّما لحضور مؤتمر دولي يحضره محمد بن سلمان .! , بينما كلّ الوقائع تشير أنّ حضور ودعوة قادة دول الخليج والزعماء العرب المحددين – المشار اليهم , ليس سوى إضفاء صفة الجمع على هذا اللقاء بدلاً من حصرها بين السعودية وامريكا , لكنّه ستضاف بعض الإعتبارات الثانوية ” كبهاراتٍ سياسية ! ” كمكافحة الإرهاب والموقف من ايران , والحرب الأوكرانية – الروسية , كتسويغٍ للقاء السعودي – الأمريكي , علماً أنّ السادة – القادة العرب على درايةٍ مسبقة بذلك , لكنّ مشاركتهم في هذا المؤتمر ستعود عليهم بالمنفعة الإعلامية واضواء الدعاية  وما الى ذلك ممّا هو مفهومٌ وغير مهضوم .!

  بإستخلاصٍ لخلاصة الأمر والتي تشكّل تداعياتٍ أخرى ايضاً .! , فإنّ الرئيس الأمريكي سوف يساوم السعودية بِ : –

< إمّا بزيادة ومضاعفة انتاجها من النفط ” لمقابلة الأزمة المتأزّمة جرّاء الحرب الأوكرانية – الروسية , وانعكاساتها الأقتصادية البالغة داخل امريكا وفي الدول الأوربية , او بمواجهتها بملفٍ جديدٍ بإنتهاك حقوق الإنسان ! عبر قصف المقاتلات السعودية للأطفال والمدنيين الحوثيين واتباعهم > .! , وما نذكره بهذا الصدد قد جرى تسريبه ” امريكياً ” للإعلام او لبعضه , ولاتزال السعودية تتبنّى دبلوماسية الصمت كعادتها , وربما استباقاً وتمهيداً لنتائجٍ ومفاجآتٍ مفترضة .!

   في تقديراتٍ وتخميناتٍ اوّلية < في المختبرات التحليليّة للإعلام – والتي لا وجود لها فعلياً او مكانياً > ! لكنها تومئ وتوحي بإضطرار المملكة الى رفعٍ جزئيٍّ من انتاجها النفطي , لمواجهة الضغوط الأمريكية , وخصوصاً أنّ الرياض لا ينقصها أيّ صداعٍ نصفيٍّ سياسيٍ او سواه , وقد تغدو نتائج هذه التحليلات المختبرات – الإعلامية , بنتائجٍ مخالفةٍ الى حدٍّ ما كذلك!     

أحدث المقالات

أحدث المقالات