22 نوفمبر، 2024 6:55 م
Search
Close this search box.

قانون سانت بوكو

قانون سانت بوكو

قبل التغيير كنا نقرأ أن الديمقراطية تعني (حكم الشعب) ولكن بعد ان مورست علينا عرفنا انها تعني ( بوك الشعب )  ونهبه وسرقته بصورة قانونية ( معدلة ) من قبل من يمسك بالسلطة ويستحوذ عليها من أحزاب وشخصيات وقادة ، والشعب المسكين مغلوب على أمره ولا حول ولا قوة له ، يفرح بالفتات وفق قاعدة (قوت لا تموت ) ليستمر بوظيفته الدائمية  بشد الرحال الى صناديق الانتخابات كل موسم (ضحك على الذقون) لينتخب رمزه المرشح في مدينة أخرى ، ويبقى اربع سنوات يشتم ويسب ويبكي وينثر التراب على راسه منادياً بالويل والثبور على كثرة الفساد والسرقات وانعدام الخدمات وتشريع القوانين المجحفة بحق الشعب والمكرسة لامتيازات المتسلطين ويتغافل عن حقيقة كون هؤلاء الحاكمين لم ينزلوا من الفضاء أو يخرجوا من بطون الارض وإنما هي إفراز طبيعي لاختيارات هذا الشعب ، ولكن اللاعبين عرفوا كيف ومن أين تأكل الكتف ولم يقتنعوا بالكتف وحدها فأكلوا العراق ( من الفج الى الفج ) ففصلوا وخاطوا ولبسوا ونظموا القوانين والتشريعات التي تحافظ على بقائهم ( منورين ) بشكل دائم في كراسيهم مع لاصق لا يمكن تفكيكه الا بمعجزة ، ومنها قانون الانتخابات المسمى (قانون سانت ليغو المعدل ) الذي تصر الاحزاب الكبيرة على ان يكون هو الحاكم لتوزيع الاصوات في الانتخابات القادمة ورفض المقترحات المقدمة من قبل الاخرين بأن يكون الاحتكام الى قانون عادل ومنصف او حتى  الابقاء على نفس القانون على مضض ولكن ان يكون التقسيم على الارقام الفردية (1، 3، 5…..) وحتى هذا غير مقبول لأنه قد يجلب بعض الاحزاب المتوسطة وهذا يؤرقهم فيسعون لتشريع القوانين التي تبعد المنافسين لهم وتحصر البقاء لقوائمهم البائسة المحشوة بوجوه كالحة لم تستطع جلب واقناع الجمهور بها ولكنها تصعد بفضل القُوَّاد الضرورة ليكون ولائهم كله لهذا القائد وليذهب المقودين والمنقادين الى الجحيم ، وحسب قول أحد قادة هذه الاحزاب ( اننا لا نريد احزاب كثيرة في مجالس المحافظات لأنها تعرقل الاتفاقات السياسية فكلما كانت الاحزاب قليلة كان القرار أسهل وأسرع … ) وماذا عن ارادة هذه الجماهير ؟ و خياراتها ؟ أم أن ادارة الطبخة في قدر واحد افضل من تعدد ( الطاوات ) والقدور التي تعني تقسيم الكعكة على عدد أكبر من ( العظامه )

أني أشم رائحة ( شعواط ) في المطبخ السياسي العراقي فهل أحترقت الطبخة المعدة لنا أم أن هناك حفلة لشواء العراقيين على نار هادئة بلا ضجيج من هذا الشريك أو ذلك المنافس ، ودمتم سالمين

أحدث المقالات