(( لقد ذكرت أكثر المصادر التاريخية الإسلامية حتى وصلت إلى حد الإجماع أن يوم الفتح الإسلامي في عهد النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه والذي وثقه القرآن الكريم في سورة النصر ( إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك وأستغفره أنه كان توابا ) هو يوم فتح مكة المكرمة من قبل الجيش الإسلامي بقيادة الرسول الأعظم وأتباعه من المسلمين وذُكر فيه أهم حدث تاريخي هو فتح دار أبي سفيان بن حرب كدار أمان لغير المسلمين كميزة ومكرمة تفرد بها أبو سفيان زورا وبهتانا وتدليس على التاريخ العربي وحقائقه حيث أن المعلومة الصحيحة هي دار أبي سفيان بن الحارث عم النبي الكريم وأخيه في الرضاعة حيث تأخر أسلامه إلى يوم فتح مكة المكرمة وحسن أسلامه كما أن مكة المكرمة كانت صغيرة قياسا للمدن المجاورة لها ولمدينة يثرب (المدينة المنورة )وخصوصيتها الجغرافية والعقائدية للعرب حيث كانت مكة فارغة من سكانها ووجهائها وفرسانها كونهم التحقوا بالدعوة الإسلامية مهاجرين للعاصمة الإسلامية الجديدة ( يثرب ) مع أخوانهم الذين سبقوهم بالإسلام والدليل على ذلك هو ضخامة جيش المسلمين الزاحف إلى مكة المكرمة وعددهم الذي أرعب الكافرين الذين أصروا على الكفر بالدعوة المحمدية بعدما دخل أهل مكة الإسلام مرغمين حين سقط الأمر من بين أيديهم ذليلين فكيف تكون البشرى بالنصر والفتح المبين للمسلمين ونحن نرى عدد أهل مكة القليلين الباقين فيها وكذلك هزيمة الجيش الإسلامي الفاتح وهزيمته أمام القبائل المتحالفة مع قريش والرافضة للإسلام وكيفية هروب المسلمين من بين يدي قائدهم الرسول الأعظم إلا ثلة مؤمنة مخلصة منهم أمام قبائل ( هوازن – ثقيف-نصر-جشم-وسعد بن بكر) وحصل ما حصل من تداعيات في معركة حُنين أما من الناحية المقابلة فأن أصابع بعض المؤرخين وكتاب السير والتأريخ المنصفين البعيدين عن الأهواء الدنيوية تشير أن سورة النصر المباركة نزلت قبل انتقال النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه إلى الرفيق الأعلى بأشهر قلائل تحدد بثمانية أشهر تقريبا حيث أخذت القبائل العربية تشد الرحال إلى العاصمة الإسلامية ( المدينة المنورة ) وتملأ ساحاتها وأزقتها حيث ضاقت بهم الأرض وهي تؤدي فروض الطاعة والولاء واعتناق الدين الجديد لدعوة النبي ( محمد ) والمسلمون ينظرون لهذا المنظر الرائع الذي يشرح الصدور ويشحذ الهمم الذي بشرهم به الله تعالى ورفع معنوياتهم ونفسيتهم وقوتهم العسكرية أمام ألد أعداء الإسلام الفرس والروم حيث أن وفد اليمامة بقيادة ( مسيلمة بن حبيب ) يقدر تعداده ب( 100,000) مقاتل مع قساوستهم ورهبانهم وقادة الكنائس والأحداث التي حدثت في هذا العام منها ( يوم المباهلة ) بين وفد نجران وأهل بيت النبوة الأطهار والوفود التي حملت الرسائل إلى كسرى ملك الفرس وهرقل عظيم الروم والمقوقس ملك مصر والأسلوب القوي المطمئن في دعوتهم للإسلام والاستسلام حيث أستطاع النبي الكريم من أخراج كل القوات المحتلة من الفرس والروم من الأراضي العربية في العراق والشام والسيطرة على الجزيرة العربية والشام .
لهذا علينا إعادة النظر في الحقائق التاريخية التي تتأبطها أمهات الكتب بطريقة وأسلوب بعيدا عن الحقيقة والواقع والحدث معنى هذا يجب الاستمرار في النهج المعاصر في تفسير وتحليل الحقائق والموروث الإسلامي القديم والقرآن الكريم وأدبيات العقيدة وكتابة تاريخنا الإسلامي والعربي من جديد وتقويم أحداثه والسير في ركب أصحاب الرأي الجديد والسديد والعلمي المتقصي في الطرح والبحث عن تراثنا وعقيدتنا )