يبدو أن مصانع الأسلحة أكثر إنتشارا من غيرها في العالم , والدول المسماة بالقوية تعتمد في إقتصادها على بيع الأسلحة , لأن عقودها بليونية المواصفات.
والحقيقة المغيبة أن التطور التقني والتكنلوجي بلغ ذروته في هذه المصانع , ولا يمكن مقارنته بتقنيات المصانع الأخرى مهما نقدمت.
فالتقنيات العسكرية تقطع أشواطا طويلة , وعندما تتجاوز مرحلة ما , يُسمح بإستعمالها في المصانع التي تنتج مواد غير عسكرية.
فالعقول منهمكة بما يدمر , والنسبة القليلة منها منشغلة بما يساهم في مساعدة الناس على الحياة الأفضل , ومهما شيد الناس عمارة سعادتهم , فالآلة الحربية يمكنها أن تمحقها بضربة صاروخية فتاكة واحدة لا أكثر.
ذات مرة كان أحد الأشخاص منهمكا بالعمل على إنشاء مصنع للإطلاقات في بلاد الحروب والنكبات , وعندما سألته هل تريد أن توفر مزيدا من أدوات القتل بين الناس , فقال إنها لا تكلف كثيرا وتدر أرباحا كبيرة.
المهم الربحية وهذا مبدأ الدول التي تتمنطق بغير ما تفعل , فهي تبرم صفقات الأسلحة وتوفر لها الأسواق اللازمة لديمومة الطلب عليها , ولهذا فالحروب لن تتوقف لأنها المَعين الذي تبني عليه الدول القوية وجودها السعيد.
وما تقدم وغيره الكثير يؤكد بأن العدوانية المستعرة في دنيا البشر تتحكم بسلوكه , وتنطلق به إلى الجحيمات بتواصل مرعب وتكرارية رهيبة , وقد إرتدت الأزياء المضللة القادرة على الإيقاع والإصطياد الخاطف.
وما أكثر الدول التي سقطت في شباك العدوانية المخادعة , التي ترغِّبها بما يُرضي نوازعها المؤججة , وإذا بها أسيرة ما إندفعت إليه.
فالقوة الغابية أنياب ومخالب , والقوة الدولية أسلحة وأعتدة , وقدرات تدميرية ذات تأثيرات هائلة , تمحق ما فوق التراب وتحته , وتعلن أن الراية العليا للنار , ومن لا يجيد إذكاء سقر سيُسجر فيها , وما عنده من مخرج أو مفر.
فإلى متى ستبقى العدوانية تقود البشر؟!!