طارق الهاشمي .. رافع العيساوي .. سليم الجبوري .. سلمان الجميلي .. عدنان الدليمي .. أسعد الهاشمي .. محمد الدايني .. أحمد العلواني .. ظافر العاني .. والعشرات من غيرهم , أسماء لشخصيات سياسية عراقية دخلت العملية السياسية من بابها الواسع , وتحديدا من خلال تمثيل المكوّن السنّي في العملية السياسية التي قامت على مبدأ المحاصصات الطائفية والقومية , ودخول هؤلاء جميعا لم يكن من أجل إنجاح ودعم العملية السياسية والديمقراطية في العراق , بل كان من أجل الإجهاز على هذه العملية من الداخل , والمنفذ لهذا المخطط الإجرامي والدموي هو نظام المحاصصات الطائفية , فمن خلال هذه المحاصصات اللعينة استطاع هؤلاء الأوغاد أن ينفذوا إلى مؤسسات الدولة المهمة والخطيرة كالجيش والشرطة والمخابرات والوزارة والبرلمان والسلك الدبلوماسي , واستطاعوا من خلال وجودهم في هذه المؤسسات أن يحققوا الغايات التي جاؤوا من أجلها .
فالإرهاب بفضل هؤلاء أصبح موجودا وحاضرا في كل حلقة من حلقات الدولة والعملية السياسية , والأخطر من هذا كله تغلغل الإرهاب إلى المؤسسات الأمنية من خلال المحاصصات وقانون الدمج اللعين الذي أعاد كبار ضباط النظام السابق في المخابرات والأمن وفدائيي صدّام إلى المؤسسات الأمنية , وبفضل هذا التغلغل أصبح الإرهاب يسرح ويمرح في العاصمة بغداد بشكل قانوني مستخدما إمكانات الدولة من أموال وسيارات وهويات وباجات , لينّفذ أخطر العمليات الإرهابية وأبشع الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي , فلا غرابة عندما يقف رئيس الوزراء ويعلن أنّ من يقود الإرهاب في العراق هي أسماء كبيرة ونافذة في مواقع المسؤولية .
وما كشفته السيدة بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد من أسماء لهؤلاء السياسيين ما هو إلا غيض من فيض من الساسة العراقيين المتعاونين مع الإرهاب والذين اندسوّا إلى داخل العملية السياسية , فالقيادات السنّية التي مثّلت المكوّن السنّي في العراق , إرهابية بمجملها مع سبق الإصرار والترّصد , ومن أجل أن يكون هنالك تناسق وتناغم بين الجهد الإرهابي والجهد السياسي , عمدت هذه القيادات إلى ابتكار قضية تهميش المكوّن السنّي وحقوقه الضائعة , فأوجدت له ساحات الاعتصام لتكون غطاءا سياسيا لنشاط هذا الإرهاب الأسود , بل ولتتحوّل هذه الساحات إلى مراكز لقيادات القاعدة وداعش , تنطلق منها لتزرع الموت والدمار في كل شبر من أرجاء الوطن العراقي .
والقيادات السياسية التي عطّلت الحياة السياسية والتشريعية في البلد والتي تهاجم الجيش العراقي الآن , هي امتداد لهذه القيادات التي طالبت الرئيس السوري بشار الأسد بفتح الحدود للمجاهدين
من أجل الإطاحة بالعملية السياسية في العراق , وهي نفس القيادات التي تطالب بعدم تسليح الجيش العراقي , والتي هي الآن ترفع شعارات تهميش السنّة , فالإدعاء بالتهميش أصبح هو العنوان الأعرض لهذه القوى السياسية من أجل دفع أبناء المكوّن السنّي للانخراط في صفوف الإرهاب , وما أحداث الفلوجة والرمادي إلا شاهدا ودليلا على تورط وانخراط أعداد هائلة من أبناء العشائر في محافظات الغرب العراقي في صفوف هذه المنظمات الإرهابية .
وبعد الإعلان عن هذه التفاصيل الجديدة , أصبح من الواجب على الحكومة أن تطلع الشعب العراقي ومجلس الأمن الدولي والإدارة الأمريكية عن هذه التفاصيل , واتخاذ كافة الإجراءات وبمساعدة مجلس الأمن الدولي , بحماية الشعب العراقي وإعادة بناء العملية السياسية من جديد وفق الموقف من الإرهاب الدولي والقاعدة , والتحجج بشمّاعة استمرار العملية السياسية والحفاظ عليها من الإنهيار , لم تعد مقبولة بعد الآن , ولتذهب هذه العملية السياسية التي جائت بالهاشمي والعيساوي والعلواني والدايني والجميلي والجبوري , إلى الجحيم , فلا حاجة للشعب العراقي بعد الآن لسياسيين هم غطاء للإرهاب والقاعدة في العراق .