خلال الحرب العالمية “الثانية” وصل “النازيون” إلى حدود “موسكو” وحاصروها. كان القتال شرساً عظيم الموت. أصدر “ستالين” أمراً لضباط وجنود الجبهة عند خط القتال الأخير هذا الأمر يقول: كل ضابط يرجع خطوة إلى الوراء يتم عزله وتسليم القيادة للجندي الأبسل. لم يكن ستالين مستهتراً بالقيم العسكرية أو متجاوزاً لها، لكنه أراد أن يقول: إنها لحظة يبقى معها الوطن أو ينتهي، ولن يبقى بغير من يقاتل عند خط البقاء أو الإنهيار بشجاعة من لا يخشى الموت. الموت يكون موقفاً تحيا به الشعوب أو تموت. هكذا هي مواقف الإستبسال. ليس كمواقف البعض ممن يسمون أنفسهم معارضة والمنقسمين بين داخلية تقوم بعض أطرافها بإتصالات بأطراف أُخرى خارجية عراقية وعربية وأجنبية، إضافةً لصنع معارضة داخلية تنتمي لمنهج نظام المالكي أو هويته وقد تختلف معه، والهدف هو إيجاد محاورين محليين إذا جاز التعبير يغطون فشل إستحضار الخارجيين في حال لم يحضروا بسبب الشروط. عمليات التطبيق وأخذ كلمات الشرف والعهود كثرت مخافة الخيانة التي يخشاها الجميع ويتوقعونها.
من حيث المبدأ فإن هنالك (ثلاثة) معارضات داخلية ستشارك ومعارضة خارجية أساسية إضافة لمعارضات أقل حضوراً ونشاطاً ستعطى فرصاً محدودة للحضور والتصويت. المشكل الذي يواجه مؤتمرات جنيف العراقية المتوقع عقدها لإقرار أحد أمرين: التقسيم. أو هدوء نسبي موقت. هو مايلي:
أولاً: التراجع العسكري على الأرض الذي سجلته قوات المالكي في الأيام الأخيرة والخسارات التي منيت بها. وهو ما لا يسمح به الغرب لأنها قوات إنتقام وليست قوات نشر السلام.
ثانياً: توافق الأفكار والتماثل بين أكثر من فريق وهو مايفرض توحيد الصف أو توحيد التمثيل.
ثالثاً: وجود أجنحة معارضة خارجية وداخلية يبلغ عددها أكثر من 10 تنظيمات وكلها يتطلع للتمثيل ومعظمها يشارك في القتال من منظور خارجي.
وقد زاد من إضطراب المعارضة الوهمية المؤتمرة بأمر “أيمن الظواهري” والمتآمرة مع طهران والمالكي على المقاومة والجهاد الحقيقي، القرارات التنفيذية التي أصدرها الظواهري بتثبيت أو تجميد بعض القيادات لـ”داعش” و”النصرة” لمدة سنة مما أكد أن مرجعيتها هي مركز القيادة الإسلامية التي أنشأها “بن لادن” في الخارج من جنسيات شتى ويعتبرها جزءاً من التنظيمات العالمية للثورة الإسلامية وهو ما يحرجها بدلاً من أن يقويها. وقد يمنح نظام المالكي شرعية ضربها بقسوة، كما قد يمنح واشنطن وموسكو والغرب شرعية غض النظر.
حركة الثورات الإسلامية في العراق لا تبشر بخير. تحتاج لاجتماع وتوحيد الموقف عند حدود المشتركات الوطنية لقيادة الثورة لا مشروعات هذه التنظيمات العالمية. غير ذلك تهدد بسقوط الثورة أو بالحاق الأذى بها وهو ما لا يخدم غرضاً، لا ينصر فصيلاً ويفرض على الثورة ما لا تستطيع أو لا تريد.