22 نوفمبر، 2024 7:13 م
Search
Close this search box.

مواجهه الرحيل بالرحيل

مواجهه الرحيل بالرحيل

خلقنا الله سبحانه وتعالى على فطرة ربانيه موجوده في كل انسان وكلا حسب معتقداته وديانته التي ورثها عن والديه ثم يكبر بعدها ويتعلم من امور الدنيا الكثير والكثير سواء كان عن طريق العلم والمعرفة في المدارس او كان عن طريق العلم والاخبار في المجالس..
تواجهنا في حياتنا الكثير من المصائب والايام العسيرة فنعالجها في الصبر احيانا وفي بعض الاحيان لا تتحمل انفسنا تلك الظروف فتجد الصبر لن يكون هو الحل الشافي لتلك المشاكل فيجزع الانسان ويريد ان يغير وضعه بصورة لا ارادية نحو الافضل ويتناسى هنا ان الاقدار قد كتبت وان قلم السماء قد قرر القرار ولا رجعة في قراره وما على الانسان الا ان يتقبل هذه المتاعب بواقعية اكثر ويحاول الابتعاد عنها في المستقبل عندما تكون من صناعة يده او افعال نفسه الأمارة بالسوء.. اما اذا كانت تأتي من خارج ارادته فعليه ان يتقبلها وان يعتمد هنا على الصبر والصبر ولا غير…
انني اجد انفسنا اليوم اننا نواجه كل متاعبنا ومشاكلنا بالهروب والرحيل من الواقع الذي نمر فيه في بعض الاحيان بحجج واهية منها التكبر والتفاخر واظهار أنفسنا في صوره عدم الانكسار أمام الآخرين. ولكن ما هو مؤلم حقا اننا عندما نقوم بذكر هذه المتاعب وما مررنا بها بطريقه الضعف في بعض الأحيان من أجل كسب تعاطف المجتمع معنا واحيانا يكون العكس حتى نكون او نقول للناس اننا اقوياء ولا تستطيع الرياح العاتيات النيل منا…
نعم هكذا علمتنا الحياة ان نعيش مع تقلباتها وان نبدي دوما آراءنا وارشاداتنا لها فتجدنا في حالة المرض والحالات الطارئة تبتهج انفسنا في زيارة الاهل والاقارب والاصدقاء لنا.. وتجد من حولك قد اجتمعوا جميعا وكأننا نمر بمناسبة احتفال رسمية علماً ان المناسبة تستحق منا ذلك الشيء فعودة الصحة والعافية الى مريض يعاني من الآلام يستحق ان يفرح بحياته الجديدة… وتستمرُ معنا الحياه بأفراحها واترحها ونستمرُ معها نحن بني البشر بصبرنا وقساوة قلوبنا احيانا وضعفنا وانكسارنا احيانا أخرى ويبقى الشيء الاخير لنا وهو آخر ورقة نقوم بها وهي مواجهه الرحيل بالرحيل فعندما نودع احد الاصدقاء او الاقارب الى مثواه الاخير تجدنا نلجأ الى الرحيل بسرعه ونحن مرعوبين والخوف والحزن يملأ قلوبنا من منظر الموت والمقابر امامنا لأننا لا نعلم ان هناك نوع وشكل اخر لعالم اخر سوف نعيشه ولكننا لا نجد الا جثة انسان هامدة كانت قبل ساعات معنا تضحك وتلعب وتفكر مثلنا بمستقبل أفضل فيفاجأنا الموت برحيلها
ولا نستطيع ان نقوم بفعل اي شيء لان الموضوع خارج ارادتنا وهو امر الهي لابد منه وكل ما نقوم به هو مواجهة الرحيل بالرحيل فنرحل من امام تلك القبور لنعود الى بيوتنا ودوائر عملنا والحزن يملا قلوبنا وما هي الا ساعات او ربما ايام لنعود بعدها الى مجريات حياتنا الطبيعية وكأنه شيء لم يكن وهذه هي سنة الحياه التي لا بد منها وهي جزء أخير من الفطرة الربانية التي فطرنا بها الله….
فوداعاً لمن كانوا بالأمس بيننا ورحلوا من عالمنا الى العالم الآخر.. وشكرا للإرادة الربانية التي وهبتنا نعمة النسيان ورحيل المرحلين من ارواحنا….

أحدث المقالات