بشّرنا السيد نوري المالكي بأن الإقصاء سيدخل العراق في مستنقع الدم . وهي بشرى تعودنا عليها من قبل معظم قادة البلاد ، منهم من يقول ، سنذهب الى المجهول ، ومنهم من يبشّرنا بالفوضى الخلاقة منها وغير الخلاقة ، والاكثر وضوحا يقول مبتسما سنذهب الى الحرب الاهلية ..وكل هذه البشائر مرتبطة بـ ” اذا ” ، وهو حرف يفيد المفاجأة في بعض جوانب اعرابه ، لم يشترك الجميع في الحكومة ، يعني بكل وضوح الصراع على السلطة وفي غير السلطة الفوضى ومستنقعات الدم والحرب الاهلية والمجهول ..هذه هي العقلية التي تقود البلاد والعباد ..فأي الخيارات ننتظرها أو تنتظرنا ؟!!
لغة تهديدنا بالأسوأ منهج من مناهج الخطاب السياسي الذي تستخدمه هذه القوى لافزاع الجمهور وارهابه اولاً واستخدامها كورقة ضغط سياسي فيما بين القوى المتصارعة على السلطة لحصد المزيد من المكاسب !.
وهي خيارات في أفضل أحوالها ، خيارات كارثية تقضي على ماتبقى من شبح الدولة العراقية وتدفن الى الأبد أي أمل لنا بالانفراج من عنق الزجاجة أو من الاختناق السياسي الناتج عن صراعات مريرة على السلطة وغنائمها !
ولمحدودية تفكيرهم لايعلمون إن أي من الخيارات التي يرّوجون لها في خطاباتهم ، ممكنة الحدوث في أي لحظة بانفلات رصاصة أو توتر سياسي في الشارع أو اغتيال قيادي أو حتى موت طبيعي بانزلاق سببه قشرة موز صومالي ، وهي انزلاقات تذهب باتجاه تحقيق اجندات سياسية كبيرة على ايقاعات احداث صغيرة بسبب تراكمها الكمي وتركها دون حلول ، وكما يقال في الفلسفة عن التحولات الكمية الى نوعية في لحظة غير محسوبة !
وتجارب الحروب الاهلية في لبنان والصومال وسوريا تدعم هذا الرأي ، وانا شخصيا أذهب الى واقعية تنبؤات هؤلاء الساسة وربما حتى رغباتهم الشخصية ، لكن السؤال :
اذا كانت هذه الاحتمالات الكارثية ممكنة الحدوث ، فما هو دورهم في تجيب البلاد هذا المنزلق الوجودي ، أم ان دورهم ينحصر في التبشير بها وارهابنا من خلالها ؟
القراءة الدقيقة للسلوك السياسي للكثير من قيادات هذي البلاد تشير الى أنهم يقودوننا الى احدى احتمالات تنبؤاتهم “العبقرية “، التي يضيفون الى إن أي من الاحتمالات ان حدثت فانها ستأكل الاخضر واليابس وان سقف البيت العراقي سينهدم على الجميع وإن لاناج على الاطلاق من الخراب الذي سيحل في البلاد كما يقولون وإن العراق سيصبح على الخارطة القادمة جزءً من الماضي !
هل لديهم حلولا أو حلاً لتجنيب البلاد واحدة من هذه الخيارات المميتة ؟
أكاد اجزم ان لاحل لهم الا بتقاسم السلط ومغانمها ، بانتظار حلول الشارع المجهولة النتائج ، وليس اقرب توصيف عن حالهم كحال النعامة التي تدفن رأسها في التراب بانتظار من يفترسها أو يذبحها على الطريقة الاسلامية !!