23 نوفمبر، 2024 12:11 ص
Search
Close this search box.

معلمُ الموتى…*

خُطى محمد الصدر
أ معلمَ الموتى طريقَ نشورهم
مازالَ صوتكَ باعثًا موتانا…
مازالَ صوتُك مُذْ نطقتَ قصيدةً
تستنهضُ الأرواحَ والأبدانا…
مازال صوتُك مُذْ نطقتَ مُقَرِّعًا
صمَّ المسامعِ عُصبةً عُميانا…
يأبى الخلودُ على المرور بِجُثّةٍ
في الكهف حتى لو غَفَتْ أزمانا…
نامتْ على خدّ المهانة أدهرًا
تستعذبُ الأغلالَ والأدرانا
إن المسير على خُطًى لمُخّلَدٍ
يعني ستخلُدُ مثلَهُ سيّانا…
إن المسيرَ على خُطًى لمُحَمَّدٍ
يعني ستغدو كمُحمّدٍ يقظانا…
ومتى رأيتَ مُحمّدًا مُتدثّرًا
هل كانَ إلا ثائرًا بُركانا!
ومتى رأيتَ مُحمدّا مُتنعّمًا
حتى غدوتَ مُتنعّمًا مولانا؟
ليس المسيرُ على خُطًى لمُحمّدٍ
إلا لمن لبسَ الردى أكفانا
إلا لمن وضع العصيَّ على عصا
شبّتْ وشابتْ تضربُ الإنسانا…
الا لمن جعلَ الحسينَ قيامةً
والقائمَ المهديّ والقرآنا…
مُذ كانَ في محرابه مُتَهَجّدًا
يشدو بها سرًا كما إعلانا
أينُ الرصاصاتُ التي تغتالني؟
متوكئًا أفضى بها نشوانا…
حتى مضى مثلَ الشهاب عُجالةً
مُستكثرًا دُنياه في دُنيانا…
أ معلمَ الموتى طريقَ نشورهم
لا تبتأسْ من غيّنا أحيانا
فسيكتبُ التاريخُ رغمَ جحودنا
قد كنتَ نبعًا يطلبُ الظمآنا…
وسيكتبُ التاريخُ ألفَ حكايةٍ
أعطيتَها من نزفكَ العنوانا
وستدخل الأجيال كلّ عصورها
فتحًا شققتَ طريقَه مجّانا…
*كتبتُ هذه القصيدة بعد اغتيال السيد محمد الصدر عليه الرحمة عام 1999

أحدث المقالات

أحدث المقالات