20 ديسمبر، 2024 2:45 م

اللجان الحكوميه للبيع

اللجان الحكوميه للبيع

الاحداث الكبيره التى نعيشها فى عراقنا العزيز التى تتطلب قرارات وحلول سريعه رهينة اللجان التى يصدر القرا ر بتشكيلها من قبل الوزاره المختصه او رئاسة مجلس الوزراء اوجهات اخرى. على اى حال فقد عشنا منذ اعتماد نظام المحاصصه على السلطه وادارة شؤن البلد, بدأت الفضائح والانتهاكات للقوانين والاعراف والتقاليد تطفو على السطح وتشير الى حالة من تفشى الفساد المالى والادارى فى جميع مرافق الدوله وكان كل ما فكر به المسؤلين والاجراءات التى قاموا به هو تشكيل ما يسمى بـ” اللجان المتخصصه” لدراسة الموضوع والوقوف على الاسباب والنتائج واقتراح وسائل ورفع توصيات تحول دون حدوث كوارثمؤثره فى الاوضاع الاجتماعيه والاقتصاديه للبلد. .
من الاحداث الجسيمه التى حصلت فى بغداد على جسر الائمه فى 31 اب2005 بمناسبة احياء الشيعه ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم, حدث كارثيه انسانيه مفجعه بكل المقاييس. ان الاعداد الكبيره التى كانت على جسر الامه والاشاعه بوجور عمل ارهابى انتحارى خلق حالة من الخوف والرعب افرز حالة من التدافع الشديد وسلوك جمعى يدفعه الياس والنجاة لقى اكثر من 1000 من الزوار حتفها اما غرقا او دهسا. ان السبب المباشر لهذه الكارثه الانسانيه هو غلق احد منافذ الجسر الذى يربط الاعظميه مع الكاظميه التى يقع بها مرقد الامام موسى الكاظم والذى ادى االى الاختناق وعرقلة انسيابية وقدرة المنفذ الاخر استيعاب الحشود الكبيره مما ادى الى الاختناق والتدافع الشديد خاصة الانتشار السريع لاشاعه وجود تفجير انتحارى والتى على اثرها حصلت حاله من الخوف والرعب والتدافع الشديد دففعتها حالة من الياس والنجاة حيث لقى اكثر من 1000 من الزوار حتفهم اما غرقا او دهسا. هذه الكارثه الرهيبه كان يمكن تفاديها لو اتخذت الجهات المسؤله الاحتياطات الاوليه لضمان انسيابية مرور الزوار من الاعظميه الى الكاظميه ولكن الفساد الادارى وانعدام المسؤليه ادت الى حالة التسيب فى اداء الواجب.. كان وقع هذه الكارثه على الشعب مؤلما وكبيرا جدا خاصة الذهول والحيره والحزن الذين عاشوا معها لفتره طويله من الزمن.
كان رد فعل الحكومه برئيس وزرائها العتيد السيد ابراهيم الجعفرى عن ال تشكيل لجنة متخصصه للكشف عن الاسباب ومعاقبة الذين قصروا فى اداء واجباتهم و مع انتشارها عالميا حيث تناقلتها وسائل الاعلام العالميه الا ان نتائج عمل اللجنه وبعد 17 سنه لم تعلن لحد الان. تمر السنين وتتصاعد الفضائح التى تشمل دائما مجالات جديده تتنوع فيها الادوات والاساليب وتشمل جميع قطاعات الدوله, خاصه بما يعرف “الفساد المالى والادارى” ال>ى شارك فيه كبار المسؤلين من مختلف الانتمات المذهبيه والقوميه, وتكونت كالعاده الالاف من اللجان المتخصصه التى لم تعلن نتائج عملها وتوصياتها. هذا يعنى بقاء الحال على ما كان طالما لم تظهر نتائج ولم يحال المشاركون الى المحاسبه ويصدر القضاء الحكم بحقهم ويكون بذلك اجراءا رادعا. ان هذه الحاله التى تؤكد على تكافل المشاركون تشجع وتجسد حالة الفساد المالى والادارى وحتى العمل السياسى واصبحت نمطا ثقافيا جديدا من نتاج نظام المحاصصه التى كانت وما زالت بعيد عن كل الاعراف التقاليد والاحكام الربانيه والقوانين الوضغيه. لم يعد يخفى على المواطن البسيط من ان تشكيل اللجان هى عهود كاذبه وللاستهلاك المحلى وذر الرماد فى العيون وطريقه فاعله لاخفاء الاسباب والنتائح والدعوده التى نسيانها. ان هذه الاشكاليه التى ترجع اسبابها الى نوعية كبار المسؤلين من الوزراء ورؤساء الكتل والاحزاب والمليشيات, المدراء العامون وحتى الرئاسات الثلاثه بالاضافه الى الوقف الشيعى والسنى كل من موقعه وامكانياته حيث المحاولات مستمره بقوه للنهب والسلب والاحتيال والفساد واعاقة عمل الدوله وبالذات عمل اللجان التى يعلنون تكوينها. ان النتيجه المنطقيه لهذا العبث وتفكيك الدوله وافلاسها يتجسد فى وجود 5000 مشروع متوقف, مهمل, لم يباشر به العمل ولكن قد تم لها ارصاد الاموال فى ميزانية الدوله دون ان تم انجازها, هذا يشمل ايضا صفقات السلاح والطائرات ومشاريع تكرير النفط والكهرباء والاسكان والبنيه التحتيه…الخ التى تقدر بمئات المليارات الدولاريه والتى لم ينجز منها مشروعا يستحق الذكر. ان الاوضاع صارخه وتحتاج الى تغيير جذرى ينهى سلطة الطبقه الفاسدة التى تربعت على السلطه منذ سنة 2003. ان اللجان التى قامت بتشكلها مختلف دوائر الدوله كانت وما زالت اسلوب الفاسدين لتغييب الحقيقه والعمل على نزع شوكة الكوارث وتاثيرها فى تنمية وعى الجماهير, هذه اللجان الفاسده قد تطورت الى ثقافه واسلوب عمل لنظام المحاصصه المقيت والتى يرتبط سلوك واجتهادات على التمويه, الكذب والتدليس بحيث يتم طمس الكوارث طمسها وتجاوزها وكأن شيئا لم يكن. ان العراق لايحتاج مثل هذه اللجان وانما الى نفوس وطنيه كريمه معززه بالانتماء للشعب والوطن وسوف تطور اساليب وصيغ عمل جديده فاعلة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات