وفي تقرير خاص في القسم الفارسي، قالت الوكالة إن «الحكومة الإيرانية انتهكت خلال العقدين الماضيين السيادة العراقية ومصالح الشعب في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، من خلال إجراءات مختلفة، وكانت أكبر عقبة أمام تحقيق الاستقرار في البلاد.
وأضافتوأثّرت على عملية الانتخابات ومنعت تشكيل الحكومة العراقية وحالت دون استقرار العراق». الوكالة: «وفقاً للعديد من المنظمات الدولية والخبراء الإيرانيين، شكّلت إيران وجهّزت ودعمت الجماعات المسلحة، والهجمات الصاروخية، وقمعت الحراك الشعبي العراقي،
ميليشيات مسلحة
واتهم تقرير «الأناضول» إيران بنشر الإرهاب وإذكاء الحرب الطائفية في العراق: «من أهم مخاوف المجتمع العراقي منذ خمس سنوات دور وأنشطة الميليشيات التابعة لإيران في بلادهم. على عكس مزاعم طهران وحلفائها، لم يتم تشكيل جماعة الحشد الشعبي لمحاربة داعش، بل لتعزيز الوجود العسكري الإيراني في العراق، وهي جزء من إستراتيجية إيران الإقليمية، التي استمرت ثلاثة عقود، مع التركيز على فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وما إلى ذلك».
واعتبرت الوكالة أن «إيران تهدف إلى الهيمنة على العراق وسوريا واليمن عبر المليشيات المسلحة. كانت تبحث عن فرصة، على غرار إنشاء ونشاط حزب الله في لبنان، لتشكيل قوتها المسلحة الطائفية في العراق واليمن وسوريا خارج إطار الدولة، ولدى إيران تجربة في ذلك عندما أنشات القوة الأيديولوجية للحرس الثوري بالتوازي مع الجيش الرسمي».
تواطؤ مع «داعش» و«القاعدة»
واتهم التقرير إيران بالتواطؤ مع «داعش»، قائلاً: «منعت حكومة (رئيس الوزراء العراقي السابق) نوري المالكي الموالية لإيران 30 ألف عنصر من الجيش العراقي في الموصل من محاربة داعش، وسهّلت استيلاء التنظيم على 20 مليار دولار من الأسلحة، وخزائن البنوك، ومليارات الدولارات نقداً، واحتل داعش نحو نصف العراق في غضون أيام دون أن تزعجه القوات الجوية العراقية».
وتابع التقرير: «كما غادر أعضاء تنظيم القاعدة من مختلف أنحاء العالم إلى العراق بعد الغزو الأميركي. ووفقاً لبعض النشطاء الدينيين في النجف، فإن الجماعات الدينية والمتشددة التابعة لإيران لم تعارض القاعدة في العراق فحسب، بل زودتها أيضاً بالدعم المالي والأسلحة. ونُقل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق والأب الروحي لداعش مرتين إلى إيران لتلقي العلاج. وبعد أشهر قليلة من الثورة السورية، أطلق نظام الأسد والمالكي آلافاً من أعضاء القاعدة السابقين من السجون، مثل صيدنايا وأبو غريب والتاجي».
تتبع المرشد الإيراني
ولفت تقرير «الأناضول» إلى أن «المليشيات العراقية تتبع المرشد الايراني علي خامنئي، وهو الأب الروحي لها. لا يمكن للمرء في أي بلد آخر في العالم، غير العراق، أن يجد مجموعة مسلحة عدد أفرادها 100000 عنصر، ولها مجاميع فرعية، بعضها الحشد الولائي؛ أي أنهم يعتبرون أنفسهم أيديولوجياً وعسكرياً من أتباع خامنئي».
وحول السياسة التخريبية في العراق، ذكر التقرير:«هناك أدلة كثيرة، ويمكن أن نذكر هجوم الميليشيات على مكتب الحزب الديمقراطي الكردي في بغداد، ورفضهم قبول نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، والزيارات المتتالية لقائد فيلق قدس إسماعيل قآني إلى العراق، للتأثير على تشكيل الحكومة الجديدة والبرلمان بعد هزيمة الجماعات السياسية والعسكرية التابعة لطهران في الانتخابات».
واتهمت «الأناضول» إيران بالتخطيط لاغتيال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بطائرات انتحارية مسيرة، واصفة ذلك بأنه «عمل إرهابي».
سياسات إيران الطائفية
وأكمل التقرير: «واصل الحشد الشعبي ارتكاب جرائم داعش نفسها في المناطق العراقية المحررة، حيث انتقم من السكان بعد انسحاب داعش ونهب عشرات المنازل وأشعل فيها النيران. تعرضت سياسة الحكومة العراقية في تحسين علاقاتها التجارية مع جيرانها إلى التهديد من قبل إيران وحلفائها في العراق. إيران تهريب المخدرات إلى العراق، خاصة في المناطق الشيعية. وقد حذر النشطاء الشيعة العراقيين في عدة تقارير حول هذه الأزمة، وجميع العراقيين يعلمون أن مصدر المخدرات المهربة إلى العراق هو إيران. إيران هي من قمعت ثورة تشرين العراقية. المسلحون المرتبطون بإيران نفذوا الاغتيالات السياسية في السنوات الأخيرة في العراق، بينهم إيهاب الوزني والخبير الأمني هشام الهاشمي، والجماعات المسلحة الايرانية قمعت الاحتجاجات العراقية التي خرجت ضد الفساد الحكومي وهيمنة المليشيات على البلد».
ويرى المراقبون للعلاقات التركية – الايرانية أن تقرير «الأناضول» باللغة الفارسية قد يكون رسالة موجهة إلى طهران بسبب تهديد مصالح تركيا الاقتصادية والتجارية في العراق، وربما يصبح بداية لتراشق إعلامي وتفجير التناقضات التركية – الايرانية على الساحة العراقية، بعد تقارب تركيا الأخير مع دول الخليج العربي.