بعد أن دحرنا-مجتمعين-وطوال سنوات من المجابهة الفكرية وبقوة الله كثيرا من المتنطعين على الاسلام العظيم من حولنا وبعض الأبعدين ومجاميع من المخربين والمتفذلكين على الجيل بإدعاءات و افتراءات واختراعات كان المراد منها التأثير على عقول المراهقين والنساء والمنسلخين من الرجال لإبعادهم عن دين الحق والخلق القويم ، فأصبحوا-اقصد المحاربين- بفضل الله أضعف تأثيرا و أقل عددا بعد ان بدا الامر يوما ما وكأنهم تمكنوا فعلا من الناس والمحيط ولا رادع لهم. فتكاتفت جهود كثير من الكتاب والمؤثرين ومعهم ثلة مباركة من العلماء العاملين الذين رأوا ان يتصدوا فكريا لهذه الموجة الممولة، فما بقي من أولئك المجندين على الدين الا قليل و ماعاد من تأثيرهم الا غثاء.
انتقل البعض منهم يحاول في موضة جديدة هذه الايام عنوانها براق يتداول على المواقع و الاعلام ونعرف عادة انسياق عموم الناس وراء الموضات بشغف ، تلك هي موضة “الانسانية والانفتاح”. يحاولون الخلط وتسقيط عقدهم الداخلية على الدين ، وعلى الاسلام بالذات ، ومن ذلك قولهم ان الأديان (المتبعة في الارض) كلها تدعو للأخلاق والقيم وتحث على الصلاح وليس الاسلام وحده الذي يهدي الى الخير ويحاول عمارة الأرض ، و لكن نحن فقط منغلقون على انفسنا وديننا ونظن ان الاسلام هو الصحيح او المميز ، بينما الهندوسية مفعمة بالسلام والبوذية مليئة بالدعوة الى الخير ، واليهودية هي أم العدل والقوانين المنصفة، وو،، و ما الى ذلك حتى مع عبدة النار والشيطان والبشر والبقر ، كل أولئك -بزعمهم-يتساوون مع الدين الاسلامي ويناظرونه في جوانبه الانسانية وغاياته السامية بل قد يتفوقون عليه!.
فيسخرون من اعتزازك بالاسلام ومن يقينك انه الدين الحق ويريدون تحويل هذا اليقين الى ظن ثم الى هجر ، وقد بدأوا ولعقدة في دواخلهم و بأمر من مموليهم يهاجمون هذه الفكرة المترسخة في ضمائر المسلمين والمتلخصة على لسانهم بعبارة “الحمد لله على نعمة الاسلام” ، فيلومون من يردد هذا ويهجمون عليه ليظهروا تحضرهم ونبوغهم الجديد ،، ويلبسون على الناس لغرض ابراز العضلات في معرفة مستقاة من ضغطة زر ومتاحة للجميع ، وكأن احدهم الف كتابا من بنات افكاره او كتب مقالا من تحليله وبناءه ونسجه نفع الناس به.
والحقيقة انك لو تعمقت بتلك الاعتقادات المخترعة التي يمتدحون والتي اتخذ منها اتباعها أديانا وأزحت عن كاهلك تاثير وتخدير هؤلاء لوجدت –وليس طعنا بالمختلفين معنا- ولكن ادخل في تفاصيل تلك “الديانات” وستجد عجائب ما بين رهبان يقطعون رؤوسهم بأيديهم ويحنطون انفسهم ويجلسون في مقلاة زيت “البوذية”.و بين حرق النساء الأرامل حال موت ازواجهن و القاء المواليد الجدد من ارتفاع 30 مترا “الهندوسية”. وبين إعتبار المرأة جزءا من المتاع الذي يورث، فتصبح زوجة الأخ و اذا رفض يطبق عليهما ما يعرف بشريعة خلع الحذاء حيث يتم طلبهم من الكهنة و تعرض عليه كزوجة فإن رفض تخلع حذاءها و تضربه به على مرأى من الناس و تزوج بعدها لمن تريد من الأقارب، وللرجل دعاء صباحي بما يسمى أذكار الصباح يشكر فيه الرب على أنه لم يخلقه (عبدا ولا أنثى) والطبيب الذي يقوم بجلد المريض لتخليصه من ذنوبه قبل أن يبدأ بعلاجه ، و النوم في المقابر و بالأكفان لإطالة العمر “اليهودية”، أو عقوبة المرأة “(سفر التكوين 3 : 16) : (بالوجع تلدي أولاداً. وإلى رجلك يكون اشتياقك. وهو يسود عليك) فالولادة عقاب سماوي ! و زنا الأنبياء خصوصا والآخرين بمحارمهم وتشريع ذلك وتبسيطه “المسيحية”.
و مثل ذلك في غير هذا من المعتقدات كثير ومرعب مما لامجال لتفصيله حتى قاد بعض الامم في القرون الاولى من انتشار الاسلام العظيم ان يدسوا فيه ويصدروا اليه عقائد خرافية وعادات تخريفية لتظهر ان فيه مطعنا من هذا الجانب ليساوي عقائدهم الغريبة ولكنهم لم يفلحوا الا مع بعض اتباع الفرق الشاذة التي يلفظها بقية المسلمين ويفندها القران العظيم و يثبت براءة الاسلام منها ماعليه المليار من امة المسلمين من عقل وعلم وقوانين انسانية راقية وتكريم المراة والنفس والجسد ورعاية الاولاد وبر الوالدين والرفق بالحيوان والحشمة والعفة والعلاقات الشرعية والمواريث والتكافل ، والصلاة والحج والصوم من عبادات تألفها النفس وتعشقها الروح ولا تعارض فطرة البشر ولا تجعله محط سخرية بل ترتقي به، فيما يقابل ذلك عقائد أكلة لحوم بشر وشرب دماء في الجماجم وحرق جثث ودخول نهر قذر من اجل التبرك وما الى ذلك مما يمجه الإسلام و يسمو عليه و لايجاري الفطرة السليمة ، فالحمد لله نعم ، ولا حجة لهم اذن برد هذه الجملة الصادقة المباركة بل كل الحمد لله اذ جعلنا ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ،
وبكل عز وتواضع ودعاء نعيد ،،أن “الحمد لله على نعمة الاسلام”.