خاص: إعداد- سماح عادل
أعلنت مؤخرا نتائج “جائزة بوليتزر” لعام 2022 وقد فازت صحيفة “نيويورك تايمز” ثلاثاً من جوائز بوليتزر Pulitzers المعنية بالصحافة الأميركية وترشحت 5 مرات أخرى، بينما فازت منافستها صحيفة “واشنطن بوست” بجائزة الخدمة العامة، وفازت وكالة “رويترز” بجائزة التصوير الفوتوغرافي. وحصل الصحافيون الأوكرانيون على تنويه خاص لتغطية الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد كرم مجلس إدارة بوليتزر 12 صحافياً لقوا حتفهم أثناء تغطيتهم الحرب منذ فبراير.
الصحافة الأمريكية..
تعتبر “جوائز بوليتزر” السنوية من أكبر الجوائز في الصحافة الأميركية، ومن أبرز جوائزها الـ15 جائزة الخدمة العامة التي ذهبت هذا العام إلى “واشنطن بوست” لتغطيتها حصار الكابيتول الأميركي من قبل مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترمب، عندما عطل حشد كبير فرز أصوات الكونجرس الانتخابية التي أطاحت بترمب.
وصرحت مديرة جائزة بوليتزر “مارجوري ميللر” عن فوز “واشنطن بوست” بجائزة الخدمة العامة قائلة: “لروايتها المقنعة والمقدمة بوضوح للهجوم على واشنطن في 6 يناير 2021، ما يوفر للجمهور فهماً شاملاً وثابتاً لواحد من أحلك أيام الأمة”. وقد نتج عن أحداث الكونجرس أيضاً فوز فريق من المصورين من Getty Images بجوائز بوليتزر للأخبار العاجلة.
وبالنسبة للتصوير الفوتوغرافي، فاز فريق من مصوري “رويترز” بمن فيهم الراحل “دانيش صديقي” الذي لقي مصرعه في يوليو الماضي، أثناء تغطية الحرب في أفغانستان، بجائزة بوليتزر لتغطيته جائحة فيروس كورونا في الهند. وقالت ميللر إن “رويترز” التي تم اختيارها أيضاً كواحدة من المتأهلين للنهائيات فازت بـ “صور خسائر كورونا في الهند التي وازنت بين العلاقات الإنسانية والدمار الذي سببته الجائحة”. وتم تكريم المصورين من “رويترز”: “عدنان عبيدي، وسانا ارشاد ماتو، وأميت ديف”.
وصرحت رئيسة تحرير “رويترز” “أليساندرا جالوني”في بيان لها: “كان العالم مشغولاً إلى حد كبير بمعاناته. فاستيقظ على خبر تفشي المرض في الهند، بعد أن وثّق مصورو رويترز ذلك”. وعن “صديقي”، قالت: “إن تكريم عمله المذهل بهذه الطريقة هو تكريم للعلامة الدائمة التي تركها في عالم التصوير الصحافي”.
وفازت بجائزة بوليتزر في فئة الأنباء العاجلة صحيفة “ميامي هيرالد”، عن تغطيتها انهيار مبنى سكني شاهق في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، أسفر عن مصرع 98 شخصاً. وكتب الصحافي “كارلوس فيرياس” في “ميامي هيرالد”، في تغريدة على تويتر بشأن فوز التغطية التي كتبها زملاؤه بالجائزة: “إنه نوع من القصص التي تتمنى ألا تكتبها أبداً. بدأ الزملاء العمل قبل ساعات من الفجر لتغطية واحدة من المآسي العظيمة في تاريخ ميامي. اليوم نتذكر عائلات 98 شخصاً حزنوا إلى الأبد”.
“نيويورك تايمز”..
يذكر أن “نيويورك تايمز” فازت بـ 135 جائزة بوليتزر منذ تقديم الجوائز لأول مرة عام 1917، وهذا العام فازت بثلاث جوائز أخرى. إلى جانب ذلك فازت “أندريا إليوت” مراسلة “نيويورك تايمز” بجائزة بوليتزر في فئة الكتب الواقعية العامة عن كتابها “الطفل الخفي: الفقر والبقاء والأمل في مدينة أميركية”، والذي بدأ بسلسلة عام 2013 نشرتها الصحيفة. وحازت الناقدة “سلامشة تيليت” التي تكتب في “نيويورك تايمز” جائزة عن مساهمتها بشكل عام في كتاباتها عن العرق في الفنون والثقافة.
حصدت “نيويورك تايمز” جائزة التقارير الوطنية لتغطيتها حوادث المرور المميتة من قبل الشرطة، ونالت جائزة أخرى عن التقارير الدولية بتطرقها إلى إخفاقات الحرب الجوية الأميركية في الشرق الأوسط.
موت الصحفيين..
وعن موت الصحفيين أثناء قيامهم بمهام عملهم وصفه مجلس إدارة بوليتزر ب “الأوقات الصعبة والخطيرة للصحافيين في جميع أنحاء العالم”، مشيراً إلى وفاة 12 صحافياً أثناء تغطيتهم حرب أوكرانيا، وثمانية صحافيين مكسيكيين قتلوا هذا العام، وحالات أخرى من الاعتداء والترهيب ضد الصحافيين في أفغانستان وميانمار.
الكتب والدراما والموسيقى..
وعن رواية “آل نتانياهو” فاز الروائي “جوشوا كوهين” بجائزة بوليتزر التي وصفتها اللجنة المانحة للجائزة بأنها “رواية تاريخية بارعة لغوياً حول غموض التجربة اليهودية الأميركية، وتقدم أفكاراً ونزاعات متقلبة مثل حبكتها الضيقة”، بحسب “رويترز”.
وفاز “جيمس إيجيمس”عن فئة الدراما، عن مسرحية “فات هام”، وهو عرض كوميدي حظي بإعجاب كبير خلال عرض في مسرح ويلما في فيلادلفيا مسقط رأس الكاتب المسرحي ويفتتح قريبا في المسرح العام في نيويورك. وبني العرض على مسرحية هاملت من تأليف ويليام شكسبير، ولكن أحداثها تدور في مطعم شواء جنوبي. ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” “فات هام” بأنها “عميقة”.
وفازت “أندريا إليوت”عن فئة القصص غير الخيالية، وكتابها بعنوان “الطفل غير المرئي: الفقر والبقاء والأمل في مدينة أميركية”. ويروي الكتاب قصة طفلة أميركية في الحادية عشر من العمر تعيش مع والديها وأشقائها السبعة في أحد ملاجئ مدينة نيويورك للعائلات التي تعاني من التشرد. والمؤلفة هي مراسلة لصحيفة “نيويورك تايمز” حائزة على جائزة بوليتزر في الماضي. وقد تابعت “كوتس” وعائلتها لمدة ثماني سنوات. وتتبع الكتاب ما أسماه النقاد “مجموعة مذهلة من المآسي المفجعة والانتصارات الرائعة”.
وفازت المؤرخة، “آدا فيرير كوبا”، عن كتابها “تاريخ أميركي” الذي وصفته لجنة بوليتزر بأنه عمل “أصلي ومقنع يمتد على مدى خمسة قرون”. والمؤرخة “نيكول يوستاس” عن كتاب “مغطى بالليل: قصة القتل وعدالة السكان الأصليين في أميركا المبكرة”. وقالت اللجنة إنها “رواية شاملة عن عدالة السكان الأصليين في أميركا المبكرة، وكيف أدت أعقاب مقتل مستوطن إلى أقدم معاهدة معترف بها باستمرار في الولايات المتحدة”.
وفي الشعر فازت “ديان سوس” بجائزة بوليتزر عن مجموعتها “الصريحة: السوناتات”. ووصفت اللجنة هذا الكتاب بأنه “مجموعة بارعة توسع بشكل مبتكر شكل السوناتة لمواجهة التناقضات الفوضوية لأميركا المعاصرة، بما في ذلك جمال وصعوبة حياة الطبقة العاملة في الولايات الصناعية”.
وفاز الفنان الراحل “وينفريد رامبرت” مع معاونته “إيرين كيلي” عن كتابهما “مطاردتي إلى قبري: مذكرات فنان من جيم كرو الجنوب”عن فئة السيرة الذاتية.
وبالنسبة للموسيقى هذا العام وفاز عرض “قداس بلا صوت” ل”رافين شاكون”، الذي عرض لأول مرة في “ميلووكي” بولاية “ويسكونسن” في نوفمبر 2021، بجائزة بوليتزر. وتصف اللجنة العمل بأنه “عمل ساحر وأصلي للأورغن يستحضر ثقل التاريخ في بيئة الكنيسة، وهو تعبير موسيقي مركز وقوي مع تأثير حشوي مؤرق”.
جوائز بوليتزر..
يذكر أن “جوائز بوليتزر” بدأت في عام 1917 بمبادرة من الناشر “جوزيف بوليتزر” الذي توفي عام 1911، وترك أموالاً للمساعدة في بدء مدرسة صحافة في جامعة كولومبيا وإنشاء الجوائز. وكانت الجوائز توزع على نحو أربع جوائز في الصحافة، وأربع جوائز في الآداب والدراما، وواحدة للتعليم، وخمس منح دراسية للسفر. أما اليوم أصبحت 15 جائزة في التقارير الإعلامية والكتابة والتصوير، بالإضافة إلى 7 جوائز في الكتب والدراما والموسيقى.