“حسن دانايى فر” : لا توجد خلافات إستراتيجية بين “إيران” و”الإمارات” سوى موضوع “إسرائيل” !

“حسن دانايى فر” : لا توجد خلافات إستراتيجية بين “إيران” و”الإمارات” سوى موضوع “إسرائيل” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أثارت وفاة “خليفة بن زايد”؛ الكثير من التكهنات بخصوص التغيرات المحتملة في السياسات الإماراتية بالمنطقة والعالم. وقد أجرت صحيفة (اعتماد ملي) الإيرانية؛ حوارًا مع: “حسن دانايى فر”؛ الدبلوماسي الإيراني الأسبق بالعراق، بالتوازي مع زيارة وزير الخارجية الإيراني؛ “حسين أمير عبداللهيان”، إلى “الإمارات”…

“ابن زايد” هو الحاكم الفعلي منذ سنوات..

“اعتماد ملي” : بالنظر إلى الأحداث الأخيرة ودور؛ “محمد بن زايد”، في “الإمارات”؛ هل تُمهد وفاة “خليفة بن زايد” إلى إجراء تعديلات حقيقة على السياسات الإماراتية ؟

“حسن دانايي فر” : في رأيي لم تكن الحالة الجسمانية للمرحوم؛ “خليفة”، جيدة في السنوات الأخيرة، ومع تدهور حالته تراجع تأثيره على السياسات الإماراتية، وكان الشيخ “محمد بن زايد”؛ قائد الدفة الأساس لإدارة الدولة و المسؤول عن اختيارات مسارات السياسة الخارجية الإماراتية في السنوات الأخيرة.

كان يتدخل بشكل مباشر في اختيار السياسات وتنفيذها، ولذلك لا أتصور أن يطرأ تغير خاص على السياسات الإماراتية بوفاة “خليفة”؛ وبخاصة في حوزة العلاقات الخارجية.

مصدر الصورة: الأناضول

استقرار الحكم الإماراتي..

“اعتماد ملي” : ما هو تقيمكم لحالة الاستقرار في “الإمارات” ؟.. وهل من الممكن أن يواجه هذا البلد تحديات في مجال اختيار ولي العهد المستقبلي أو بعبارة أخرى حرب قوة بين الشخصيات النافذة ؟

“حسن دانايي فر” : لا.. فقد تجاوزت الإمارات هذه المسألة. في الماضي كنا نستطيع تصور هكذا مسألة، لكن الأوضاع الإماراتية اليوم والملاحظات الإقليمية والدولية والمحلية؛ تستدعي القول باستبعاد حدوث مثل ذلك.

“الإمارات” وتصحيح المسار نحو “إيران”..

“اعتماد ملي” : تعرضت العلاقات “الإيرانية-الإماراتية”؛ في السنوات الأخيرة، إلى موجة من التقلبات الخطيرة.. فقد تحولت “الإمارات” في فترة إلى جزء من أحجية ضغوط الحد الأقصى الأميركية ضد “إيران”، ولم تكن العلاقات بين “إيران” و”الإمارات” آنذاك جيدة.. في رأيكم لماذا انضمت “أبوظبي” في تلك المرحلة للجبهة المناوئة لـ”الجمهورية الإيرانية” ؟

“حسن دانايي فر” : “الإمارات” باعتبارها دولة على وعي بتأثيرها وثقلها في المنطقة، تتبنى في العادة سياسات إقليمية ودولية تتناسب وهذا الثقل، لكن أظن أنها عانت في فترة “دونالد ترامب” الرئاسية حالة من الغفلة والخطأ.

والسياسات التي اتخذتها “الإمارات” تجاه “إيران”؛ قد تكون نتيجة ضعف خبرات الشيخ “محمد بن زايد”، على الساحة السياسية. والحقيقة أن “الإمارات” تداركت الخطأ سريعًا وأدركت بعد تطور العلاقات الإيرانية مع القوى الكبرى؛ أن المسار السابق كان معيبًا ولذلك سعت إلى عودة العلاقات مع “إيران” إلى مساراتها السابقة.

إسرائيل وتدمير العلاقات “الإيرانية-الإماراتية”..

“اعتماد ملي” : تحدثتم عن العوامل الخارجية، هل هناك شيء آخر سوى إدارة “ترامب” أثر على تخريب العلاقات “الإمارتية-الإيرانية” في تلك الفترة ؟

“حسن دانايي فر” : “إسرائيل” بالقطع.. فقد سعى الإسرائيليون باستمرار إلى التأثير على البيئة المحيطة بـ”الجمهورية الإيرانية”. سعوا ويسعون وسيسعون إلى تدمير العلاقات “الإيرانية-الإماراتية”.

وأعتقد أن هذا الأمر سيستمر طالما تقوم “الإمارات” بالتطبيع مع “إسرائيل”، لكن لا يمكن أن تكون لتلك المسألة تأثير إستراتيجي على مسار العلاقات “الإيرانية-الإماراتية”.

تعمق الخلافات بين دول “مجلس التعاون الخليجي”..

“اعتماد ملي” : تدهورت العلاقات “السعودية-الإماراتية” بعد قرار “الإمارات” إصلاح علاقاتها مع “إيران”.. هل يمكن القول إن هناك تماهي “إماراتي-سعودي” فيما يخص المسألة الإيرانية ؟

مصدر الصورة: رويترز

“حسن دانايي فر” : لا أتصور ذلك.. وللتوضيح يجب القول إن علينا ابتداءً دراسة الرؤى المنتشرة بالمنطقة. وأنت ترى تراجع فاعلية “مجلس التعاون الخليجي” إلى حدٍ كبير.

مع هذا؛ أدى تفاوت وجهات النظر داخل المجلس نفسه إلى تعارض كبير. على سبيل المثال، “عُمان” لا تميل إلى التدخل في التوترات الإقليمية؛ وتسعى باستمرار إلى القيام بدور الوسيط والمصلح.

لكن “الإمارات” تبنت مسار التحول إلى قوة إقليمية. إنها تُريد من خلال القوى الشبابية، والإنجازات الاقتصادية، والقدرات الدبلوماسية أن تكون قوة مؤثرة في العالم العربي والخليج.

من جهة أخرى، “قطر” تدعم؛ على عكس “الإمارات”، توجهات الإسلام السياسي والأفكار الإخوانية. وأنا أعتقد أنه رغم الضغوط القطرية على (حماس) وبعض التيارات الإخوانية الأخرى، ماتزال مكان آمن لتلك الأفكار. وعليه؛ وبعد هذا العرض أقوله رغم الصداقة والرفقة وتبادل الزيارات ووحدة الصوت بين هذه الدول، لكن الاختلافات بينها بلغت مرحلة يتعذر معها التناغم الكامل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة