17 أبريل، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

“فنلندا والسويد” والـ”ناتو” .. هل يقف “إردوغان” حجر عثرة أمام طموح “واشنطن” لتصعيد الحرب الأوكرانية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

قال الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، إن “أنقرة”: “لا توافق” على انضمام “السويد” و”فنلندا” إلى حلف الـ (ناتو)، فما الأسباب ؟.. وهل هناك دول أخرى تتبنى موقف “تركيا” ؟.. وماذا ينتظرهما من تقديم الطلب حتى رفع العلم ؟

“السويد” و”فنلندا” من الدول الإسكندنافية؛ التي تقع في “شمال أوروبا”، وكلتاهما لم تكن يومًا عضوًا في “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، وإلتزمتا الحياد خلال عقود “الحرب الباردة”؛ بين “الاتحاد السوفياتي” السابق و”الولايات المتحدة الأميركية”، وهي الحالة التي يبدو أنها على وشك أن تتغير، في إطار الوضع الجيوسياسي المُعقد الذي نتج عن العملية الروسية العسكرية الخاصة في “أوكرانيا”.

إذ أعلنت “السويد” و”فنلندا” عن قرارهما؛ التقدم بطلب الانضمام لحلف الـ (ناتو) بعد الحصول على: “تطمينات” أميركية بتوفير الحماية لهما ضد أي تحرك من جانب “روسيا”، ولا يعني هذا فقط أن الدولتين قررتا التخلي عن حالة الحياد، لكنه يعني أيضًا أن الحرب في “أوكرانيا” قد تتحول إلى مواجهة عسكرية بين الـ (ناتو) و”روسيا”، وهي المواجهة التي قد تتحول إلى حرب نووية.

لماذا ترفض “تركيا” طلب “السويد وفنلندا” ؟

رئيسة الوزراء السويدية؛ “ماغدالينا أندرسون”، قالت الإثنين 16 آيار/مايو الجاري، إن حكومتها قررت رسميًا التقدم بطلب للحصول على عضوية حلف الـ (ناتو)، وذلك بعد يوم من تأكيد الرئيس الفنلندي؛ “سولي نينيستو”، أن “أوسلو” ستتقدم بطلب مماثل.

مصدر الصورة: رويترز

لكن “تركيا” كانت قد أعلنت؛ الأسبوع الماضي، أنها لن تنظر إلى طلبات “السويد” و”فنلندا” بإيجابية، مستشهدة بشكل أساس بتاريخهما في استضافة أعضاء جماعات تعتبرها “أنقرة” إرهابية.

وقالت “وزارة الخارجية” السويدية، الإثنين، إن كبار ممثلي “السويد” و”فنلندا” يعتزمون التوجه إلى “تركيا” لإجراء محادثات لبحث اعتراضات “أنقرة”. لكن الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، رد بالقول إنه ينبغي ألا يتجشم الوفدان السويدي والفنلندي عناء القدوم إلى “أنقرة” لإقناعها بالموافقة على ملف الانضمام لـ”حلف شمال الأطلسي”.

وأضاف “إردوغان”، في مؤتمر صحافي، الإثنين، إن “تركيا” لن توافق على مساعي البلدين للانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي”، واصفًا “السويد” بأنها: “مفرخة” للمنظمات الإرهابية، مضيفًا أن لديها إرهابيين في برلمانها.

وقال “إردوغان”: “لا يوجد لدى أي من هاتين الدولتين موقف واضح ومفتوح تجاه التنظيم الإرهابي. كيف يمكننا أن نثق بهما ؟”، وأضاف عن الزيارة المزمعة: “إنهم يأتون إلى تركيا؛ يوم الإثنين. هل يأتون لإقناعنا ؟ معذرة.. فينبغي ألا يتعبوا أنفسهم”، مؤكدًا أن “حلف الأطلسي” سيُصبح: “مكانًا يتركز فيه ممثلو المنظمات الإرهابية”؛ إذا انضم البلدان.

“أنقرة”؛ تقول إن “السويد” و”فنلندا” تؤويان أشخاصًا تقول إنهم مرتبطون بجماعات تعتبرها إرهابية، مثل جماعة (حزب العمال الكُردستاني) وأتباع “فتح الله غولن”، الذي تتهمه “أنقرة” بتدبير محاولة انقلاب عام 2016. وذكرت قناة (تي. آر. تي) الإخبارية التركية الحكومية، الثلاثاء، إن “السويد” و”فنلندا” لم توافقا على طلب “تركيا” إعادة: 33 شخصًا.

هل يمكن أن تُغيِّر “تركيا” موقفها ؟

“حلف شمال الأطلسي” و”الولايات المتحدة”؛ يقولان إنهما واثقان من أن “تركيا” لن تؤجل عضوية “فنلندا” و”السويد”. وقال دبلوماسيون لـ (رويترز)؛ إن “إردوغان” سيتعرض لضغوط للاستسلام؛ لأن “فنلندا” و”السويد” ستُعززان “حلف شمال الأطلسي” بشكل كبير في “بحر البلطيق”.

وأكد الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي”؛ “ينس ستولتنبرغ”، أن “تركيا” حليف مهم لـ (الناتو) وينبغي إزالة كافة المخاوف الأمنية التي تعتريها. وقال “ستولتنبرغ”؛ في تدوينة نشرها عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، الإثنين، إنه أجرى اتصالاً هاتفيًا مع وزير الخارجية التركي؛ “مولود تشاووش أوغلو”، بحسب وكالة (الأناضول).

“ستولتنبرغ”؛ قال إنه بحث مع “تشاووش أوغلو” قراري “فنلندا” و”السويد” التقدم بطلب لعضوية الـ (ناتو)، وأضاف أن: “تركيا حليف مهم لـ (الناتو)؛ وينبغي إزالة كافة المخاوف الأمنية التي تعتريها”، وشدد على ضرورة الوقوف معًا: “في مثل هذه اللحظة التاريخية”.

لكن الرئيس التركي؛ قال إنه حتى لو صرح البلدان؛ (السويد وفنلندا)، في هذه المرحلة، بأنهما ضد التنظيمات الإرهابية، فلا يمكن لـ”تركيا” الوثوق بذلك، مستشهدًا بالحديث النبوي الشريف: “لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين”. وأوضح أن “اليونان” كانت قد خرجت من الـ (ناتو) ثم عادت بموافقة “أنقرة”؛ (بعد انقلاب 1980 في تركيا).

مصدر الصورة: RT

كانت “اليونان” قد خرجت من الذراع العسكرية للحلف إثر عملية السلام العسكرية التي قامت بها “تركيا”؛ في “قبرص”؛ (1974)، ثم حاولت العودة مجددًا، لكن ذلك كان يصطدم بـ (الفيتو) من قِبَل “أنقرة”؛ وتمت الموافقة على عودتها لاحقًا بعد انقلاب 1980 في “تركيا”.

ولفت الرئيس “إردوغان” إلى أن دولاً بارزة في الـ (ناتو) تُقدم مختلف أنواع الدعم لـ”اليونان”؛ (ضد تركيا)، وتُقيم قواعد فيها. وأشار إلى أن “السويد” تُعد بمثابة حاضنة للتنظيمات الإرهابية، وتدعو الإرهابيين إلى برلمانها وتسمح لهم بإلقاء كلمات هناك. كما لفت إلى وجود إرهابيين مناصرين لتنظيم (بي. كا. كا) في برلمانها، وتساءل: “كيف لنا أن نثق بهؤلاء ؟”.

وأشار إلى أنه في حال موافقة “تركيا” على انضمام “السويد” و”فنلندا” إلى الـ (ناتو)، فإن الحلف سيخرج عن كونه منظمة أمنية ويتحول إلى مكان يتركز فيه من هم بمثابة ممثلين للإرهابيين.

هل يمكن انضمام “السويد وفنلندا” رغم “الفيتو” التركي ؟

الإجابة هنا واضحة وحاسمة، بحسب بنود القواعد المؤسسة للحلف العسكري الغربي، إذ إن القرارات في الـ (ناتو) تؤخذ بالإجماع فقط، وهو ما يعني عمليًا أن أي عضو من أعضاء الحلف؛ الثلاثين، يمتلك حق النقض أو (الفيتو)، بحسب تقرير نشرته صحيفة الـ (إندبندنت) البريطانية.

وبالتالي؛ فإنه ما لم تتمكن دول الحلف الراغبة بشدة في ضم “السويد” و”فنلندا”، وعلى رأسها بطبيعة الحال “الولايات المتحدة”، من إقناع “تركيا” بتغيير موقفها الرافض لانضمام “السويد” و”فنلندا”، لا يمكن أبدًا ضم الدولتين الإسكندنافيتين للحلف العسكري الغربي، الذي يراه الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، يُمثل تهديدًا مباشرًا لـ”موسكو”.

وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، لا يبدو أن هناك دولة أخرى، بخلاف “تركيا”، تبدي اعتراضات على انضمام “السويد” و”فنلندا” لـ (الناتو)، فالدولتان تتمتعان بالفعل بعلاقات وثيقة مع الحلف العسكري الغربي؛ على الرغم من وضعهما المحايد، لكن بدون موافقة “تركيا” لا يمكن لهما الانضمام لـ (الناتو).

ماذا لو وافقت “تركيا” هل ينضمان لـ”الناتو” مباشرة ؟

لكن ماذا لو قدمت “السويد” و”فنلندا”؛ ومن خلفهما “الولايات المتحدة”، لـ”تركيا” ما تُريده؛ وغيرت “أنقرة” بالفعل موقفها من انضمامها لـ (الناتو)، هل يعني ذلك أن “السويد” و”فنلندا” ستُصبحان تلقائيًا من أعضاء الـ (ناتو)، ليرتفع عدد أعضاء الحلف إلى: 32 عضوًا ؟

يقول مسؤولو الـ (ناتو) إن إجراء قبول العضوية في حد ذاته قد يستغرق: “أسبوعين فقط”، بحسب تقرير صحيفة الـ (إندبندنت) البريطانية، لكن الحديث هنا متعلق بموافقة إدارة حلف الـ (ناتو) في مقره الرئيس؛ بـ”بروكسل”، لكن هناك عملية أخرى أكثر تعقيدًا تتعلق بموافقة الدول الأعضاء كلٍ على حده.

وتتحدث التقديرات عن فترة زمنية قد لا تقل عن عام؛ حتى تتم عملية الموافقة النهائية على انضمام “السويد” و”فنلندا” للحلف العسكري الغربي، رغم أن بعض المسؤولين الغربيين يُشيرون إلى أن الظروف الحالية التي فرضها الهجوم الروسي على “أوكرانيا”؛ ستكون عاملاً رئيسًا في الإسراع بعملية الموافقة على انضمام الدولتين الإسكندنافيتين رسميًا وبشكل كامل.

لكن اعتراضات “تركيا”، ذات الطبيعة السياسية، قد لا تكون العقبة الوحيدة أمام إخلاء طريق انضمام “السويد” و”فنلندا” لحلف الـ (ناتو)، لكن هناك أيضًا الأمور الإجرائية والتقنية، التي قد تستغرق وقتًا طويلاً، بحسب المسؤولين في الـ (ناتو).

مصدر الصورة: رويترز

ما خطوات الانضمام لـ”الناتو” من تقديم الطلب لرفع العلم ؟

وتأتي الخطوة الأولى على طريق الانضمام لحلف الـ (ناتو)؛ من خلال تقديم الدول الراغبة في العضوية طلب الإلتحاق الرسمي، والذي يتقدم به رئيس الدولة أو رئيس الحكومة أو من يُمثل الدولة في المحافل الدولية، وقد أعلنت كل من “السويد” و”فنلندا” بالفعل أنهما بصدد تقديم الطلب رسميًا.

يلي تلك الخطوة قيام إدارة حلف الـ (ناتو) بتقييم الطلب، وتتم تلك العملية من خلال عقد “مجلس شمال الأطلسي” اجتماعًا يضم ممثلي الأعضاء الثلاثين في الحلف، وغالبًا يكون الاجتماع على مستوى سفراء الأعضاء لدى الـ (ناتو).

ويُقرر المجلس في تلك الجلسة؛ مسار طلب العضوية، بناءً على مدى توافق الدولة مقدمة الطلب مع المعايير السياسية والعسكرية والقانونية الخاصة بحلف الـ (ناتو)، وعلى حسب مدى مساهمة الدولة في الأمن في منطقة “شمال الأطلسي”. وفي حالة “السويد” و”فنلندا”، من المتوقع أن يكون مسار طلب العضوية دون عوائق قانونية أو عسكرية، وتظل المشكلة في الشق السياسي بسبب اعتراض “تركيا”.

وفي حالة إعطاء “مجلس شمال الأطلسي”؛ الضوء الأخضر، تبدأ محادثات قبول العضوية، ومن المتوقع في حالة “السويد” و”فنلندا” ألا تستغرق تلك الجلسات الإجرائية أكثر من يوم، بحسب تقرير الصحيفة البريطانية.

وتُقدم الدولة المرشحة للعضوية إلتزامًا مكتوبًا بالمادة (5) من النظام الأساس لحلف الـ (ناتو)، والتي تنص على أن الاعتداء على عضو من الحلف يعني الاعتداء على جميع الأعضاء؛ وهو المبدأ الذي يُشار إليه بجملة: “الواحد من أجل الكل والكل من أجل الواحد”. كما تُقدم الدولة المرشحة إلتزامًا مكتوبًا أيضًا بتخصيص الموارد المالية الخاصة بميزانية الحلف العسكري؛ والتي تصل إلى نحو: 2.5 مليار دولار سنويًا.

كما يتم إطلاع الدولة المرشحة على إلتزاماتها نحو الحلف، سواء عسكرية أو قانونية أو أمنية تتعلق بالحفاظ على أي معلومات سرية تخص الحلف. وبعد أن تنتهي تلك المحادثات، يُقدم فريق عمل الـ (ناتو) للدول الأعضاء تقارير مكتوبة حول نتائج تلك المحادثات والاجتماعات مع ممثلي الدولة المرشحة، وتشمل التقارير أي مسائل أو قضايا عالقة قد ممثلي الـ (ناتو) أثاروها مع الدولة المرشحة والإلتزامات التي قدمتها الدولة في هذا الشأن.

وبعد أن تكتمل عملية التقييم؛ يتم تقديم طلب العضوية مرة أخرى إلى مجلس الـ (ناتو) من أجل اتخاذ القرار النهائي. وقد يعقد المجلس هذا الاجتماع على مستوى السفراء أو المستوى الوزاري أو مستوى الزعماء، ويتم خلاله اتخاذ قرار التوقيع على بروتوكول القبول مع الدولة المرشحة. وفي حالة الموافقة، يتم عمل احتفالية صغيرة ثم يرسل البروتوكول إلى عواصم الدول الأعضاء في الحلف كي تبدأ عملية التصديق على انضمام الدولة المرشحة، وبعض الدول تتطلب موافقة البرلمان. وبعد أن يوافق الأعضاء الثلاثون، تُقدم الدولة المرشحة البروتوكول بعد التصديق عليه من جانب برلمانها، إلى “واشنطن” لتُصبح الدولة المرشحة عضوًا في الـ (ناتو) بشكل رسمي، ويتم رفع علمها بجوار أعلام الأعضاء.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب