ليس بالسؤال الساذج , بل محاولة للخروج من الخيالية والنظرية إلى العملية المؤثرة في مسيرة الحياة منذ الأزل.
الإقتصاد بأبسط مفاهيمه الأولية , زرع وضرع وبشر!!
البشر عرف الزراعة وتربية المواشي , وتوفير الأيدي العاملة , وهي العمود الفقري للإقتصاد , ومنها تفرعت مشارب ومآرب.
ولا تزال تمثل أعمدة الإقتصاد المباشر.
تخيلوا الدول الغربية بلا أبقار ومواشي , وبلا زراعة , هل ستستطيع الحفاظ على قوتها أم أنها ستتهالك؟
نعم إنها الزراعة والثروة الحيوانية والبشرية , ومن ثم تأتي بعدها المقومات الأخرى.
والسبب الجوهري للحروب التي تدور بين البشر إقتصادي بحت , وحتى الإستعمار سلوك إقتصادي رغم وحشيته وقساوته.
البشرية تحاربت على التوابل والملح والموز والقهوة والماء , ومن ثم مصادر الطاقة اللازمة للقوة , وهي مستمرة في حروبها من أجل تأمين قوتها الإقتصادية.
وما يجري من توترات بين الدول الغربية , في حقيقته مبني على دوافع إقتصادية خفية حيث تريد أن تتقاسم سلة غذاء أوربا ومعينها الذي لا ينضب.
وما يحصل في المنطقة الغنية بالثروات النفطية , ينطلق من مفاهيم إقتصادية أساسية , وإن تظاهر الفاعلون بغير ذلك للتضليل والخداع , ولإلهاء المجتمعات ببعضها ليتحقق النهب المريح للثروات.
ولهذا تجد مجتمعاتنا قد خضعت لأضاليل متراكمة حول الإقتصاد , مما تسبب بإهمال الزراعة , وفقدان القدرة على إطعام الشعوب لنفسها , وإنتشرت معاداة الشجر , وأستخف الناس بالثروة الحيوانية , فوصلت المنطقة إلى حالة الإعتماد على غيرها في إطعامها , ولولا بعض عائدات النفط , لطغت المجاعات وأصيبت المنطقة بسوء الإستعمار والإغتصاب.
فهل لنا أن نزرع ونربي المواشي ونتعلم معاني وأسس الإقتصاد , ونتحرر من الغفلة وأضاليل المفترسين لوجودنا المستقيم؟