لبلد مثل العراق يتكون من طوائف مختلفة، وفيه العديد من المحافظات، التي تختلف كل واحدة عن الأخرى بنسيجها الأجتماعي، يٌحتم على الحكومة التعامل معها بحيادية ومنحها حقوقها، مع أعطاء الدور لمجالس المحافظات للعمل وعدم وضع العراقييل امامها لكي تروي كل محافظة عن تأريخ حضارتها وطرازها في البناء.
قبل أيام كنا نرى مشروع البصرة(عاصمة العراق الاقتصادية)، ومشروع (تأهيل ميسان) المحرومة، واليوم تطل علينا مبادرة(انبارنا الصامدة بوجه الأرهاب)، التي اثلجة صدور العراقيين، وهذا دأب الحكماءدائما، لأنها انبار العراقيين وليست أنبار الغرباء، ولأن الحكيم مؤمن بمعالجة الأوضاع في هذا الجزء العزيز من الوطن.
هذه المبادرة، اذا ما كتب الله لها التوفيق فأنها سترفع الظلم الذي يشعر به ابناء المحافظة، وتعطي لأبناء العشائر الذين يُقاتلون الى جانب القوات الأمنية والجيش حقهم، لأنهم أولى بحماية مدينتهم(وأهل مكة ادرى بشعابها)، فهم يحتاجون للدعم والمساندة، اذ لا يمكن لهم من الأنتصار على الأرهاب بدون الدعم المعنوي والمادي، هذا منجهة ومن جهة اخرى، أن هؤلاء سيُقللون حجم التضحيات من الجانبين، فما المانع من تعويض ضحاياهم في مواجهةالأرهاب، اما تشكيل مجلس (اعيان الانبار) فهو خطوة غير مسبوقة وحكيمة جداً، لأنها ستوجد لنا نخبة من الشيوخ والوجهاء وزعماء العشائر الذين يمكن التواصل والتعامل معهم، لا أن تبقى المدينة تأن تحت ما يسمى الأعتصامات ولا تعرف الحكومة أولها من أخرها، أضف الى ذلك، أن هذا المجلس سيعطي الى العشائر الأنبارية القيمة المعنوية، لتكون أول محافظة في العراق فيها مجلس الأعيان.
أن الجيش العراقي خط أحمر ولا يُسمحالمساس به، كما انه يجب أن لا يكون أداة للقمع كما فعل هدام من قبل، ونصت المبادرة أيضا على ضرورة مناشدة الدول الأقليمية والعالمية لتقديم الدعم للعراق في مواجهة الارهاب.
أن حادثة (لوكربي) لم تمر مرور الكرام على أفعال نظام القذافي سابقاً، وانه دفع اضعاف ثمن الحادثة وقام بتعويض ذوي الضحايا، واُدين في المجتمع الدولي، في حين أن الأرهاب الممول من الدول الأقليمية او العالمية قتل الأف العراقيين، ولم نجد دورواحد لوزارة الخارجية في تقديم الشكوى في الأمم المتحدة وفي المحاكم الدولية على الدول الداعمة، وعلى أقل تقدير من يثبت من الدول انها داعمة وممولة ومنظمة للأرهاب ان تطالب الخارجية بوضعها تحت طائلة (الفصل السابع) لأنها تهدد أمن وسلامة وسيادة دول المنطقة وبمن فيها العراق.