ما سيحصل في السنوات الخمسة الأخيرة من الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , سيتماثل مع ما جرى في القرون الماضية من حروب عالمية , ومن طبائع القرون إنها تخوض غمار حرب مروعة في ربعها الأول , ولا يشذ عن سلوكها القرن الحادي والعشرين.
فبعد عواصف الوباء التي لا تزال هابة على البشرية وتحاصرها , ربما إنطلقت مراسيم الحرب الفنائية التي ستتورط بها قوى الدنيا الكبرى وستحصد ثمارها الصين , كما حصدت أمريكا ثمار الحرب العالمية الثانية.
فالقوى العظمى ربما ستدمر بعضها , وستنحسر جميعها وكأنها تسعى للإنتحار الجماعي بعد أن سئمت التقدم والرفاهية.
وفي العالم وعلى مدى عقود يموت من الجوع يوميا (25) ألف شخص , وبتصاعد التفاعلات العدوانية بين القوى المهيمنة على الأرض , سيتضاعف العدد عشرات أو مئات المرات , لأن أزمة الغذاء العالمي بدأت تطرق الأبواب وتزعزع الدول التي أهملت الزراعة , وتناست أن مسؤوليتها إطعام نفسها وعدم إعتمادها على غيرها لتوفير الطعام لها.
والعجيب في الأمر تبين أن سلة الغذاء العالمي هي روسيا وأوكرانيا , لأنهما تنتجان نسبة كبيرة من الحنطة والأسمدة والمواد الغذائية الأساسية الأخرى , وإن معظم الدول العربية تعتمد عليها , وحال نشوب الحرب بينهما أصبحت الدول العربية في محنة أزمة الرغيف الذي سيصبح سعره غاليا جدا.
فما هو الحل؟
هل ستشمر الناس سواعدها وتفكر كيف تطعم نفسها؟
هل سنربي المواشي والدواجن؟
هل سنزرع النخيل؟
هل سنفكر بالزراعة قبل كل شيئ؟
فالمجتمعات تبين أنها منقوصة السيادة إذا لم تتمكن من إطعام نفسها , ونسبة السيادة تتناسب طرديا مع قدرتها على توفير الطعام لمواطنيها.
فهل سيسود الجوع والغلاء , أم ستتحرك الجموع للزراعة وإنتاج الطعام؟
و”أطعمهم من جوع , ولو كان بهم خصاصة , فمن إضطر في مخمصة , وإطعام في يوم ذي مسبغة”!!