رغم القتلى والنازحين .. “الكاظمي” يُحاول تطبيق “اتفاقية سنجار” بين بغداد وأربيل بالقوة .. فهل ينجح ؟

رغم القتلى والنازحين .. “الكاظمي” يُحاول تطبيق “اتفاقية سنجار” بين بغداد وأربيل بالقوة .. فهل ينجح ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في معارك ضارية على مدار يومين، أعلنت داخلية “إقليم كُردستان العراق”، عن وصول أكثر من: 700 أسرة نازحة من “سنجار”؛ الواقعة في محافظة “نينوى”، جراء العمليات العسكرية الجارية بين الجيش العراقي و”قوات وحدات مقاومة سنجار”؛ (اليبشه).

وقال مدير الهجرة والمهجرين ومواجهة الأزمات في دهوك؛ “بير جعفر”، إن: “701 عائلة نزحت إلى محافظة دهوك، لغاية الساعة الواحدة من فجر أمس، بسبب التوترات في سنجار”، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.

في الوقت ذاته، أكدت قيادة العمليات المشتركة في “العراق”، أن “قضاء سنجار” آمن ولا توجد أي مظاهر مسلحة.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة؛ “تحسين الخفاجي”، إن: “زيارة نائب قائد العمليات المشتركة؛ الفريق أول ركن عبدالأمير الشمري، ورئيس أركان الجيش؛ الفريق أول ركن عبدالأمير يارالله، إلى قضاء سنجار مهمة”، مضيفًا أن: “البعض حاول إعاقة بعض الطرق الرئيسة، وأنه تم رفع هذه التجاوزات من خلال الجيش”، وفق ما نقلته وكالة (واع).

معارك بين الجيش العراقي ومقاتلين إيزيديين..

وأمس الأول الإثنين، قُتل جندي عراقي وأصيب إثنان بجروح خلال معارك بين الجيش العراقي ومقاتلين إيزيديين مرتبطين بحزب (العمال الكُردستاني)؛ الذي يشنّ تمردًا في “تركيا”، في منطقة واقعة في شمال “العراق”، بحسب (فرانس برس).

وفي بيان؛ اتهمت القوات الأمنية العراقية؛ المقاتلين الإيزيديين، بإغلاق الطرق المؤدية إلى قرية “سنوني”، في شمال “سنجار”، ونصب حواجز ومنع حركة المدنيين في تلك المنطقة.

من جانبه؛ قال النائب عن محافظة نينوى؛ “شيروان الدوبرداني”، إن: “المعارك كانت مستمرة حتى بعد ظهر الإثنين”، مشيرًا إلى أن جنديًا عراقيًا قُتل، مؤكدًا أن المقاتلين الإيزيديين هاجموا القوات العراقية.

اتهامات بالسيطرة أم لتنفيذ اتفاقية ؟

بدوره؛ قال مصدر عسكري رفيع لـ (فرانس برس): “لدينا شهيد وجريحان”، لافتًا في المقابل؛ إلى مقتل: 13 عنصرًا من “وحدات حماية سنجار”.

وتتهم “وحدات حماية سنجار”؛ الجيش، بأنه يُريد السيطرة على منطقتهم وطردهم منها، في حين يُريد الجيش العراقي تنفيذ اتفاقية بين “بغداد” و”أربيل”، تقضي بانسحاب المقاتلين الإيزيديين وحزب (العمال الكُردستاني) من المنطقة.

وتُعرف “وحدات حماية سنجار” حاليًا بالفوج (80)؛ ضمن قوات (الحشد الشعبي)، والذي يتبع للحكومة العراقية. وتأسست بدعم من حزب (العمال الكُردستاني)؛ في العام 2014، للدفاع عن المدينة بعدما سقطت بيد تنظيم (داعش).

انتهاكات “وحدات حماية سنجار”..

تعيش منطقة “قضاء سنجار”، غربي مدينة “الموصل” العراقية، حالةً من الفلتان الأمني والتشتت السياسي، عدا عن المواجهات العسكرية بين القوات العراقية من جهة ومقاتلي ما يُسمى: بـ”وحدات حماية سنجار”؛ التابعة لتنظيم (PKK) الإرهابي، حسبما نشر (مرصد أفاد) العراقي الحقوقي، يوم السبت، بيانًا قال فيه إن: “تنظيم (PKK) يمنع عودة الحياة المدنية إلى قضاء سنجار”.

ونقل المرصد شهادات لمواطنين أكدوا أن التنظيم الإرهابي: “يقوم بفرض أجندته العسكرية والسياسية، عدا عن تلقيه تمويلاً إيرانيًا عبر ميليشيات (الحشد الشعبي) العراقية”.

ووفق المرصد، فإن: “عناصر ميليشيات (وحدات حماية سنجار) و(إيزيدي خان) وكلاهما ميليشيات مرتبطة بحزب (العمال الكُردستاني)؛ (PKK)، يتصدران قائمة الانتهاكات في المدينة”.

وأوضح البيان أن: “الانتهاكات شملت عمليات ابتزاز وخطف واعتداء واستيلاء على الممتلكات والمنازل والعقارات التابعة للعرب والكُرد المؤيدين للحزب (الديمقراطي الكُردستاني) أو المعارضين لتواجد الميليشيات ومنع عودة النازحين إلى منازلهم وبشكل إنتقائي ومنع دخول القوات العراقية النظامية إلى المنطقة.. عدا عن جرائم تهريب الأسلحة والأدوية والمخدرات والوقود عبر الحدود القريبة من سوريا إلى داخل العراق”.

وتابع البيان؛ أن تنظيم (PKK) الإرهابي: “يُسيطر على مناطق غربي الموصل وقضاء سنجار وناحية القحطانية؛ التابعة لقضاء البعاج، وصولاً إلى الطريق الرابط مع سوريا، ويتحكم بآلية صنع القرار فيها مدنيًا وعسكريًا”.

منع تنفيذ الاتفاقية الخاصة بتطبيع الأوضاع في “سنجار”..

وكشف أن: “هذه الميليشيات منعت تنفيذ الاتفاقية الموقعة بين الحكومة العراقية والحكومة المحلية في إقليم كُردستان العراق، والخاصة بتطبيع الأوضاع في مدينة سنجار، بسبب الانتشار الواسع لمسلحي حزب (العمال) ورفضهم الانسحاب من المدينة”.

ونقل المرصد عن مسؤول في المجلس المحلي قوله: “سُجلت أكثر من: 80 حالة نزوح عكسي؛ خلال شهر آذار/مارس الماضي، عن المدينة”.

وأكد المسؤول أن مسلحي تنظيم (PKK): “افتتحوا مؤخرًا سجنًا خاصًا بهم في بلدة سنوني، وهو الثالث من نوعه لإيداع من يُعتقل أو يُحقق معه”، مشيرًا إلى أن: “السجن يخضع لممارسات وحشية وغير إنسانية بحق مواطنين عراقيين؛ أودت بأحدهم إلى الوفاة تحت التعذيب، مقدرًا عدد السجناء: بـ 150 سجينًا”.

وقال البيان إن: “أحد المهتمين الأساسيين بتوفير الغطاء غير القانوني لهذه الميليشيات، هو مسؤول محلي في هيئة (الحشد الشعبي)، وآخرين اعتدوا على قوات الجيش العراقي”.

وأكد المرصد حصوله على معلومات تُفيد أن: “عدد عناصر (PKK)؛ شمالي العراق، يصل إلى: 05 آلاف عنصر، بينهم: 260 عنصرًا من (الحشد الشعبي)، يتقاضون رواتب من الحكومة العراقية أقرتها الحكومة في فترة رئيس الوزراء السابق؛ حيدر العبادي، بينما يتقاضى الباقون رواتبهم من الحزب، والذي يضم وفق البيان أعضاءً سابقين في تنظيم (داعش) الإرهابي”.

تجنيد الأطفال..

وإلى جانب الانتهاكات التي ذكرها البيان، لفت أيضًا إلى: “وجود عملية تجنيد واسعة للأطفال؛ الذين يتم تدريبهم في إقليم سنجار، تصل أعدادهم إلى: 240 طفلاً”.

وندد المرصد: بـ”عمليات تجنيد الأطفال؛ وطالب اللجنة المكلفة بالكشف عن المقابر الجماعية في بغداد، بالتدقيق بمعلومات عن وجود مقابر ضحاياها من أهالي القرى العربية المحيطة بسنجار”.

وحذر المرصد في بيانه؛ من: “موجات نزوح واتساع للجرائم في حال لم يبسط الجيش العراقي سيطرته على المنطقة؛ وإنهاء كافة التشكيلات غير الخاضعة للسيادة العراقية”، محملاً الحكومة العراقية وحكومة إقليم شمالي “العراق”: “مسؤولية بقاء الأوضاع على هذه الحال”.

اتهام لـ”الكاظمي” بتطبيقه أجندة خارجية..

وفي تعليقه على الأحداث، اتهم الناشط الإيزيدي؛ “عيسى سعدو”، رئيس الوزراء؛ “مصطفى الكاظمي”، بتطبيق جندة خارجية في “سنجار”.

وقال “سعدو”؛ في حديث لـ (العهد نيوز) أن: “أكثر من: 250 عائلة إيزيدية نزحت حتى الآن من سنجار؛ وأن ما يجري من أحداث في سنجار يتحملها الكاظمي”.

وأضاف أن: “العمليات العسكرية في سنجار؛ يجب أن تتوقف قبل حدوث كارثة إنسانية”.

وكان رئيس الوزراء العراقي؛ “مصطفى الكاظمي”، قد كلف محافظ نينوى؛ “نجم الجبوري”، بمهام قائمقام “قضاء سنجار” بالوكالة.

وقال نائب محافظ نينوى؛ “سيروان روزبياني”، لـ (كوردستان 24)، إن رئيس الوزراء كلّف “الجبوري” بمهام قائمقام “سنجار” بالوكالة؛ مع مهامه محافظًا لـ”نينوى”.

وتابع: “سيشغل نجم الجبوري؛ منصب قائمقام سنجار لحين تعيين إدارة جديدة للقضاء”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة