“اعتماد” الإيرانية تبحث .. داخل “الإخوان المسلمين” !

“اعتماد” الإيرانية تبحث .. داخل “الإخوان المسلمين” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

“الإخوان المسلمين”؛ حركة إسلامية نهضت من “مصر”، في العام 1928م؛ وكان لها تأثير استثنائي على جميع حركات الإسلام السياسي في العالم الإسلامي؛ ومن بينها: “إيران، وتركيا، والسودان” وغيرها؛ بحسب “سعيد عابدبور”؛ في تقرير نشرته صحيفة (اعتماد) الإيرانية الإصلاحية.

آلية التفكير الإخواني..

ونحن نسمع يوميًا عن خطابات أتباع نظرية “الإخوان”؛ والتي تعزو مشكلة الفجوات الاقتصادية، والاختلاس، والفساد السياسي، والانتهازية إلى ضعف إيمان المواطن، وأن حوادث كالزلازل والحرب؛ إنما هي عقوبة إليها نتيجة انعدام الدين.

و”الإخوان”؛ كما حدث في “مصر”، إبان حكم “محمد مرسي”؛ أو كما في ظل حكومة؛ “رجب طيب إردوغان” الحالية، استفادت من الانتخابات في اعتلاء كرسي السلطة، ثم العمل على تقويض كل أشكال وهياكل الديمقراطية.

وإدانة بعض الشخصيات في قضية “حديقة غيزي”؛ بالسجن المؤبد، بتهمة المشاركة في التظاهرات فقط، هو نموذج آخر على آلية “الإخوان” في التعامل مع المشاكل المجتمعية. وخطاب “الإخوان” باعتباره إيديولوجية سياسية تحمل شعارات: “القرآن دستورنا” و”الإسلام هو الحل”؛ يقدم الحلول لإحياء الإسلام السياسي عن طريق العودة للنصوص المقدسة ونفي الوقائع.

ويتعارض فكر “الإخوان” جذريًا مع الغرب بوصفه جاهلية حديثة، وينفي القوانين التي تحكم التغييرات السياسية والاجتماعية، ويبحث عن قراءة واقعية تستند إلى النص المقدس.

والنموذج الإخواني يشمل الإحساس بالإسلام باعتباره أسلوب جامع للحياة، وتنمية هذا الإحساس عن طريق الذات المخبوءة في مجتمع صدر الإسلام أو حكم الخلفاء العباسيين. ويعتبر أعضاء الجماعة أنفسهم مسلمون أنقياء في مقابل الضالين؛ (بقية المسلمين)، والجاهلية؛ (الغربية)، ويمتلكون هذا الشعور بوصفه هوية جمعية.

الفشل الإخواني..

وانعدام الفهم التاريخ والسياسي الواقعي، يُقدم “الإخوان” كنموذج للعودة في مقابل نماذج التقدم وباحثون عن الرؤية الإيجابية. ويجب البحث عن النموذج الكامل للفشل الإخواني في؛ “محمد مرسي”، الذي اعتلى السلطة المصرية لفترة وجيزة؛ في العام 2012م، ولكن سنوات حكمه المضطربة، والهجوم على المسيحيين والشيعة، ثم الصدام العنيف مع المتظاهرين، انتهت بانقلاب “عبدالفتاح السيسي”.

وعلينا مراجعة ضعف الخطاب الإخواني للبحث عن أسباب فشل الجماعة في الحكم. في كتابه: (داخل الإخوان المسلمين)؛ يعزو “حازم قنديل”، أساس المشكلة للنظرية الإخوانية. فالفكر الإسلامي الإخواني يقوم على مبدأ واحد بسيط، وهو أن الإسلام بسيط بالقدر الذي لا يستدعي لا مفكرين ولا منظرين.

ولو يقوم الفرد (من منظور الإخوان)؛ باستكمال أخلاقه وصلاته، فسيكون تحت رعاية اللطف الإلهي في السياسة، والاقتصاد، والحرب أيضًا. وفي أول خطاباته بـ”مجلس النواب” المصري، استشهد “مرسي” بآية من القرآن عن قصة سيدنا “نوح”. وهو يعتقد أن طاعة المسلمين لله تفتح أمامهم المصادر الاقتصادية وتقضي على اختلافاتهم وصراعاتهم السياسية.

والحقيقة أن الإسلام الإخواني ينطوي على منطق يتعارض مع المنطق التاريخي. ولو يُمثل الفكر الحديث والأوضاع السياسية والاقتصادية محرك التغيير التاريخي، ففي المنطق الإخواني؛ وأعني منطق الجبر الديني، وبناء مجتمع إلهي، هو عامل التغيير الإلهي المحدد.

وخلطة “الإخوان” لبناء مجتمع متسامي، لا تقبل التقييم. لأن كل مرة تواجه جماعة “الإخوان” الفشل، تقول: “المشكلة في إيماننا وعلينا العمل على إصلاح ذلك”.

بعبارة أخرى لا يجب أن يُشكك أحد في قاعدة الجبر الديني. وفي رسالته إلى نجله “أسامة”؛ كتب “مرسي”: “المدد الإلهي قادم لا محالة، وسوف أعود إلى السلطة مجددًا. وأكثر المؤمنين صبرًا أولئك الذين ينتظرون النصر رغم أن العوامل المادية توحي بالعكس”.

وبناء مجتمع المؤمنين الأنقياء من منظور الإخوان هو التمهيد الوحيد لإقامة حكومة إسلامية واقعية. ولذلك فقد تأثرت كل الحركات بالجبر الديني الإخواني، ولا مفر من استخدام العنف والتطهير والتخلص من العناصر المشاغبة بالمجتمع في سبيل تحقيق الوعد الإلهي ببناء مجتمع موحد، وإنطلاقًا من قدسية الهدف، فإن أي إجراء يهدف إلى إقصاء الآخرين له مبرر.

على غرار دعوة “سيد قطب” للتوسل بالجهاد الفردي واستعمال العنف في تحقيق الهدف السامي والحديث عن بناء مجتمع إسلامي.

ويمتلك “الإخوان” في الدول العربية و”تركيا” سبب مشروع لمعارضة الأنظمة الجمهورية، وتقديم نموذج الحكم السلطاني وإقصاء الآخرين من نقاد وصحافيين وأحزاب سياسية أخرى. والخطاب الإيديولوجي الإخواني، يتبنى التعريف المختزل للإسلام، ومخالفة السُنة السياسية للنبي (صلى الله عليه وسلم)؛ في مواجهة الواقعية باعتبارها أهم هدف سياسي للأنبياء.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة