10 أبريل، 2024 7:58 ص
Search
Close this search box.

أبحث عن “كوشنر” .. كيف استطاع “ابن سلمان” بيع “بايدن” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

نشرت مجلة (غلوبال فيلدغ سبيس) مقالًا أعدَّه؛ “جيمس دورسي”، وهو زميل أقدم في “معهد الشرق الأوسط”؛ في جامعة “سنغافورة”، عن تعويل “السعودية” على العودة المحتملة لـ”ترامب” أو أي جمهوري له ميول مماثلة إلى “البيت الأبيض”.

بحسب “دورسي”، يبدو أن المملكة تُراهن على أن تحظى بحفاوةٍ أفضل في “واشنطن” إذا فقَدَ الديمقراطيون سيطرتهم على “الكونغرس” خلال انتخابات التجديد النصفي لهذا العام؛ أو فوز “دونالد ترامب”؛ أو أي مرشح جمهوري له ميول مماثلة بـ”البيت الأبيض” في الانتخابات الرئاسية المُقرَّر؛ إجراؤها عام 2024، أو كلاهما.

ويُشير النهج الذي تتَّبعه “السعودية” إلى أن المملكة لم تفقد الأمل في “الولايات المتحدة”، على الرغم من أنها فقدت الثقة في “بايدن” بسبب موقفه من ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، وجهوده الرامية إلى إحياء إبرام اتفاق نووي مع “إيران”.

ما النهج الذي ستَّتبعه “السعودية” في المستقبل ؟

ويُشدِّد المقال على أن هذا النهج يُشير إلى أن “السعودية” تُدرك أن “الصين” و”روسيا” غير قادرتين، أو غير مستعدتين، لأن يحلَّا محل “الولايات المتحدة”؛ بوصفها ضامنًا لأمن المملكة، على الرغم من أن “واشنطن” أثبتت؛ في السنوات الأخيرة، أنها شريك غير جدير بالثقة على نحوٍ متزايد، بحسب الكاتب.

واقترح “ابن سلمان” ما جَالَ في خاطره؛ عندما وافق على أن يستثمر “صندوق الاستثمارات العامة”، وهو صندوق الثروة السيادية في “السعودية”، ملياري دولار في صندوق أسهم خاصة مثير للجدل، خلافًا لما نصح به فريق الفحص في “صندوق الاستثمارات العامة” وبحسب المقال، أسَّس “غاريد كوشنر”، صِهر الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، ومستشاره السابق؛ الذي حافظ على علاقة وثيقة مع ولي العهد السعودي، صندوق (أفينيتي بارتنرز) مؤخرًا، وهو صندوق أسهم خاصة.

ويروِّج صندوق (أفينيتي بارتنرز) في عرض شرائح للتقدم الذي أحرزه في “السعودية” و”منظمة البلدان المصدِّرة للنفط”؛ (أوبك)، وشركائها، بما في ذلك “روسيا”، بفضل السنوات التي قضاها “كوشنر” في “البيت الأبيض”، وفي العام الماضي، استثمر “صندوق الاستثمارات العامة”: مليار دولار في شركة (ليبرتي إستراتيجيك كابيتال)، وهي شركة أسهم خاصة أسَّسها؛ “ستيفن منوتشين”، وزير الخزانة السابق في إدارة “ترامب”، والمدير التنفيذي المالي السابق في صحيفة (وول ستريت جورنال).

وعلى عكس الاستثمارات التي ضخها “صندوق الاستثمارات العامة”؛ في الصندوق الذي أسَّسه “منوشين”، أثار خبراء في صندوق الثروة السيادية في “السعودية” اعتراضات على الاستثمار في صندوق (أفينيتي بارتنرز)، ووفقًا للمقال، تضمَّنت الأسباب التي ساقتها لجنة الفحص التابعة للصندوق السعودي ما يلي: “قِلَّة خبرة إدارة صندوق (أفينيتي بارتنرز)”، بالإضافة إلى أن مقال العناية الواجبة: “غير مرضٍ من جميع الجوانب”؛ وأن رسوم إدارة الأصول المُقترحَة بدت: “باهظة”، فضلًا عن: “مخاطر العلاقات العامة”.

وأشار المُحلَّلون إلى أن “ابن سلمان”، الذي يترأس “صندوق الاستثمارات العامة”، كافأ “كوشنر” على الدعم الذي قدَّمه في عِدَّة مناسبات خلال رئاسة “ترامب”؛ ومع ذلك، من المُرجَّح ألا يقتصر الغرض من هذا الاستثمار السعودي على الإعراب عن تقدير المملكة للمساعدة التي قدَّمها “كوشنر” سابقًا، ولكنَّه يُمثِّل أيضًا استثمارًا في عودة محتملة لـ”ترامب” أو لجمهوري مثله إلى “البيت الأبيض”.

ووفقًا للرسائل النصية ووثائق المحكمة التي نشرتها الصحافية؛ “فيكي وارد”، استغلَّ “كوشنر” منصبه في إدارة “ترامب” لمساعدة “ابن سلمان”؛ على تهميش دور ولي العهد آنذاك؛ “محمد بن نايف”، تلك الشخصية التي كانت تحظى بالقبول لدى الاستخبارات الأميركية ودوائر السياسة الخارجية.

ويُضيف المقال: على عكس “ترامب”، الذي خالف التقاليد المعتادة عندما جعل “السعودية” أول بلد أجنبي يزوره بعد أن أصبح رئيسًا لـ”الولايات المتحدة”، و”كوشنر”، الذي ظل على اتصال وثيق مع “ابن سلمان” على الرغم من الخلافات المتعددة، رفض “بايدن”؛ حتى وقتٍ قريبٍ، أن يتعاون حتى مع ولي العهد السعودي بعد مقتل الصحافي؛ “جمال خاشقجي”، في القنصلية السعودية في “إسطنبول”؛ عام 2018.

ورفض “ابن سلمان” مؤخرًا الجهود التي يبذلها “بايدن” من أجل مناقشة مسألة إنتاج “النفط”؛ مع ولي العهد السعودي، في محاولةٍ لخفض الأسعار في أعقاب حرب “أوكرانيا”، وردًا على سؤال وُجِّه إلى “ابن سلمان”؛ الشهر الماضي، أثناء إجراء مقابلة معه: “هل أساء بايدن فهمه ؟”، قال ولي العهد السعودي لمحاوره: “ببساطة، أنا لا أهتم”.

هل خانت “الولايات المتحدة” السعودية ؟

ويرى الكاتب أن “ابن سلمان”، مثل نظيره الإماراتي؛ “محمد بن زايد”، يشعر أن “الولايات المتحدة” فشلت في أن ترد بقوة على الهجمات التي شنَّتها “إيران” أو متمردين “حوثيين” يمنيين مدعومين من “طهران”؛ واستهدفت منشآت “نفط” سعودية وإماراتية وغيرها من البنية التحتية.

كما ينتقد الزعيمان الخليجيان؛ الجهود التي يبذلها “بايدن” من أجل التفاوض بشأن إحياء “الاتفاق النووي” لعام 2015، الذي يشهد حالة احتضار، والذي كبح جماح البرنامج النووي الإيراني من دون التطرُّق لبرنامج الصواريخ (الباليستية)؛ الذي تُنفذه “الجمهورية الإيرانية”؛ ودعم “طهران” للميليشيات الشيعية في مختلف البلدان العربية

وبحسب المقال؛ أكَّدت السفارة السعودية في “واشنطن”؛ في ردها هذا الأسبوع على تقارير إعلامية تُفيد توتُّر العلاقات الأميركية مع المملكة، مؤكدة أن العلاقة بين البلدين علاقة: “تاريخية ولا تزال قوية، وأن مسؤولي البلدين على الصعيد المؤسسي يجرون اتصالاتٍ يومية، وهناك أيضًا تنسيق وثيق في قضايا مثل الأمن والاستثمارات والطاقة”.

ومن المؤكَّد أن “ترامب” اتَّسم بمزيدٍ من الحِدَّة عندما رفض أن يتصدى للهجمات المدعومة من “إيران”؛ عام 2019، والتي استهدفت بعض أهم منشآت “النفط” في “السعودية”، وقال “ترامب”؛ في ذلك الوقت: “كان ذلك هجومًا على السعودية، ولم يكن هجومًا علينا”، ليؤكد بصورة ضمنية أن “الولايات المتحدة” لا تلتزم إلتزامًا يُشبه إلتزامات “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، في الدفاع عن المملكة.

وفي الوقت ذاته، وفقًا للمقال، أشار “ترامب” إلى أن موقفه تجاه مساعدة “السعودية”؛ في إطار تصدِّيها للهجوم، يقوم على تبادل المنفعة، وقال “ترامب”: “سنُساعدهم بالتأكيد”. وأضاف: “إذا قررنا أن نتخذ إجراءً، فسيشاركون (أي السعوديين) فيه بصورةٍ كبيرةٍ، وهذا يتضمن أن يدفعوا لنا، وهم يفهمون ذلك تمامًا”.

وفي ظِل غياب البدائل، قد يشعر “ابن سلمان” براحة أكبر تجاه هذا النهج، لا سيما في ظِل الجو السائد حاليًا في “واشنطن” وعدم وجود تفاهمات أمنية مُحدَّثة واضحة الصياغة.

وفي الأسبوع الماضي، اقترح: 30 عضوًا ديمقراطيًّا في “الكونغرس”؛ في خطاب أرسلوه إلى وزير الخارجية الأميركي؛ “آنتوني بلينكن”، أن هناك حاجة إلى: “إعادة ضبط” العلاقات بين “الولايات المتحدة” و”السعودية”؛ وطلبوا الحصول على مخرجات: “مراجعة الإدارة الأميركية وتقييمها للعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية”.

وردًّا على ذلك، قال “عبدالعزيز العويشق”، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية وشؤون المفاوضات في “مجلس التعاون الخليجي”: “تتمثَّل إعادة ضبط العلاقات المطلوبة في إعادة النظر في المكوِّنات الأساسية التي ترتكز عليها الشراكة الأميركية الطويلة الأمد مع السعودية وحلفائها في مجلس التعاون الخليجي، فقد أدَّت الولايات المتحدة دورًا رئيسًا في أمن الخليج من دون إبرام اتفاقات رسمية بين الطرفين، وهناك حاجة إلى بنية إستراتيجية جديدة لتحديث التعاون الأمني المخصص الحالي وتطويره”.

ويُلفت الكاتب إلى أن تصريحات “العويشق” جاءت في الوقت الذي مارست فيه “السعودية” و”الإمارات”، بدعمٍ من جماعات الضغط الإسرائيلي في “واشنطن”، ضغوطات على إدارة “بايدن” من أجل توقيع اتفاق دفاع مع دول الخليج على غرار الاتفاق المُبرَم بين “الإمارات” و”فرنسا”.

وينقل الكاتب في نهاية مقاله؛ تصريحات “مايكل هرتسوغ”، السفير الإسرائيلي في “الولايات المتحدة”، الذي قال: “أتفهم المخاوف الأميركية، ولكنني أعتقد أن السعودية تُعد عنصرًا مهمًّا للغاية في منطقتنا وفي العالم الإسلامي، ومن المهم، في رأيي أن نُصلِح العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية قدر المُستطاع”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب