أريد أن أقول في هذا المساء مساؤكم سعيدْ
لكنّ المساء حزينْ…
أريد أن أكسرَ زجاجَ الشعر بنثر عليّ المبينْ
وأنقلُ ما أراه أليق بالمقام من قصص الحكّائين
عندما برز الخوارجُ بعد حادثة التحكيم
توزّع الخيّالةُ الشراةُ أسرجة ظهر الكوفةْ
كلٌ يريد رأسَ عليّ قبل رأس الحسينْ…
قصدوا أولًا حَرُوْراءْ
ليس بعيدًا من كربلاءْ…
كانوا فرَقًا شتى
لكنهم جميعًا مجموعون على النداء الشهيرْ:
الحكمُ لله لا لعليّْ أمير الكافرينْ
حاججهم ابن عباس كما تقول الحكايات
فلم يظفر منهم بكثيرْ
أو بشروى نقيرْ
ثم جاء لهم عليّْ يشدّ إزارَ البلاغة، ويشحذُ لهم حدّ الحسامْ بحُسن الخطاب:
-“أنشدكم الله هل علمتم أحدًا كان أكره للحكومة مني”؟
-“قالوا: اللهمّ لا”
– “أفعلمتم أنّكم أكرهتموني عليها حتى قبلتُها” ؟
– “قالوا: اللهم نعم”
– “قال: فعلامَ خالقتموني…”؟
-“قالوا أتينا ذنبًا عظيمًا فتبنا إلى الله”
قال الحكّاؤن إنّ فريقًا من المحسوبين -سابقًا- على خطّ الأميرْ
عادوا عن التكفيرْ
عادوا عن التعييرْ
تُرى لو أنّ عليًّا عادَ اليوم يسائلنا نحن المحسوبين على خطّه سابقًا، ولاحقًا:
ما دعاكم لمخالفتي؟
فما عسانا أن نقول؟
عليٌّ صادقٌ لكننا كاذبونْ
عليٌّ عفوٌّ ونحن منتقمونْ…
عليٌّ يُنزل الناسَ منازلَهم!
الأقربينَ منه، والأبعدينْ
ويمنحُ العبيدَ الشبابَ أكثرَ مما يمنحه للسادة الطاعنينْ
بذريعة أنّ لهم شرفَ الشباب على الأكهلينْ…
حينَ يسائلنا عليٌّ غدًا هذا السؤال:
ما دعاكم لمخالفتي؟
تُرى ماذا عسانا أن نقول!