في بداية حل وتوضيح اي اشكال يجب ان نرجع للجذور الاولى للمشكله وهذا الاشكال الحاصل ،القضايا المصيريه والهموم التي تقوض تفكير الانسان وتنزع عنه التعقل هي التي يحاول دائما المصلحين ان يجتثوها من المجتمع في كل العصور وهم الانبياء بالدرجه الاساس هم من يبذرون البذرة الاولى في تربة الفطرة ويسقون هذه البذرة بعرق الجبين الممزوج بالدماء الزكيه الطاهرة ….ولكن هذا لايسر حال التجار لانه يكسد تجارتهم ويبورها عليهم فيحاول التجار جاهدين اما ان يبيعوا للعابثين سموم تقتل هذه البذرة او ان يستفادوا من الوضع القائم ويصيروا شركاء في تربية هذه البذرة ويتقاسمون المحصول وهم على غرار لو العب لو اخرب الملعب !!!……
الدين جاء على ايدي الانبياء والمرسلين لكي يضبط حركة الانسان العباديه ويجعله متصل اتصال مباشر منظم بربه “الله” وينظم حياة الخلق ويوازن بين حاجات الانسان السماوية والارضية ,ولكن التجار قراروا ان يشاركوا في هذا وان يستثمروا اموالهم وعقولهم التجاريه وتعاملوا مع الدين ربح وخسارة ،فنقلب الامر وتحول الدين من ضابط يضبط حركة الانسان العباديه الى ضابط يضبط حركة السوق التجاريه فاصبح الاحتكار هي السمه السائدة فعلى غرار احتكار الدقيق والارز يحتكر الدين والقيادة والزعامة الدينية والسياسية ….وما من تجارة انجح وتدر المال الوفير على تجار الدين اكثر من القضايا المصيريه فهذا العراق وهاهي فلسطين والقدس الشريف اصبح الجميع ينادي بها من اجل ان يكسب الجماهير”الزبائن” ويزداد مدخوله ومنهم طبقة عراقية للاسف فهذه الطبقة تعتقد انها حلت مشاكل العراق ومجتمعه وراحت تغدق الحلول على الدول العربي والاسلامية وشعوبها ! ,
وقد ينكر علينا بعض المستفادين اين هم التجار واتقوا الله في رجال الدين وفي الحوزة ويظهر في اعين الجبناء بطل مجاهد حامي حمى الاسلام ونظهر نحن المتخاذلين الذين نتأمر ونشق الصف ولا دهشة من ذلك على طول التاريخ وعرض الجغرافية عودتنا كتب التاريخ ان الجبناء يصبحون ابطال وبهذا لا اريد ان اقول اني بطل حاشى ان اكون بطل خوفا من ان اتهم بالجبن من بعض على نغم ” ماكوا زورة تخلوا من الواوية ” فاصبح في بلدي تباع البطولة والالقاب بدون أي منافسة فكل شخص يملك جماعة وكل جماعة تقوم برفع صاحبها اعلى من الغيم والله يعين العراق على الطير والمطيرجي !!!
بين يوم واخر نسمع ان فلان يملك الحل والتغيير وهو واعي وجمهورة اوعى ! وحدهم لاشريك لهم والعراقي الطيب الفقير صاحب القلب الطيب !!! يستبشر خيرا ويسلم امرة هذا الطيب للذي يملك الوعي وبعدها يكتشف صاحب القلب الطيب ان صديقة الواعي حيال ثعلب وتستمر طيبة القلب وهكذا دواليك .
متى ايها الشعب العزيز تفوق من سكرك وتمتنع عن المسكرات ! متى تكون لك ارادة حقيقية تقف حائل دون صعود هؤلاء تجار الدين والسياسة وسيطرتهم على البلد الذي هو يسقط يوم بعد يوم متى تتكون طبقة واعية بالكامل تحد من حركة هؤلاء ولايرأف بهم ويعريهم ويتخلى عن طيبة القلب المفرطه فمقصد كلامنا ان الجمهور الواعي يحيد ولا يستقطب الا في حالة الفائدة التي تفيد مصلحتهم فهم وان تكلموا بالتغيير ومظلومية الشعب فهم ليس لأجل التغيير وحده بل لأجل تغيير الطبقة الحاكمة بطبقة ظالمة اكثر ولكنها بلابس ديني وشعار تغييري اقوى , وللاسف استفحلت ظاهرة في المجتمع العراقي متشائم و حاسدة ترفض ان ترى ان هناك واعي او رجل دين صالح او سياسي غير كاذب فهي من شدة البؤس اضحت ترى الجميع بالمنظرة السوداء وتمتنع عن النظر بالمنظرة الشفافة وفي النهاية كل انسان سوف يحاسب على مدى ايمانه ورؤياة التي يبني عليها منهاجه العملي في الحياة فالحياة تجارب ونحن لانستفاد من التجارب ! مع الاسف.
[email protected]