———
آياتك الكلماتُ بين حروفِها
ودمي ربيعُك في ثياب خريفِها
وعلى يديك عوالم محزونة
مابين مأسوفٍ وبين أسيفها
تجري الحياة وانت وترٌ قائم
فيما سواك يضيع بين ألوفها
ولك المعاني جّنَّةٌ موعودةٌ
ملأت سلالَكَ من جَنيِّ قطوفها
جعلتك أولاها يداً مبسوطةً
لتعبَّ ماء وجودِها برغيفها
لكنما اعرضت عنها ظنةً
ان الحياة عفيفةٌ بعفيفها
ورأيت أنَّك في الحياة مخيّرٌ
مابين مبذولٍ بها، وشريفها
*****
يا واحدي والموحشاتُ سرابُهُ
ظمأٌ ينازلُهُ بأرضِ طفوفِها
الرملُ طينتُهُ تسيرُ بظلِّهِ
وأراهُ بين مسيرِهِ ووقوفِها
حتّام تهتفُ بالأصمِّ شكايةً
وإلامَ ترشدُ بالخطى لكفيفِها
حتى الحياة أضعت صوتَكَ دونها
ورجعت تحدوها بصوتِ حصيفِها
في الكذبِ بعضُ كرامةٍ لو أنَّها
أخفت جراحَكَ بين حدِّ سيوفِها
*****
ولأنتَ فيها عالَمٌ، ووجودُهُ
بك أنت لا بسواك بين صفوفها
ما بين أكبرها بها وصغيرها
قطبُ الرحى بيديك دون كفوفها
كانت مُؤلَّفةُ القلوبِ كنايةً
وهي التي تغنيك عن تأليفها
ها انت وحدك إذ تطوفُ ببيتِها
وتُحلُّ إحرامينِ في تشريفها
حلّقْ ودعْ للناسِ تربَ كهوفِهم
ما كنت مخلوقاً لتربِ كهوفِها
دع للترابِ رؤوسَهم، فلأَّنهم
قنعوا بما للتربِ دون زحوفِها
لا ترمقنَّ بنظرة أسيادَهم
عيناكَ سيِّدتان حين عزوفِها
دعهم بما انحطّتْ مصائرُهم بها
قدرُ المنايا في عظيمِ حتوفِها
لا الناعقين وأنتَ دون نعيقِهم
بحرٌ سيهزأُ من رمالِ جروفِها
وهل ابتُليتَ بما بُليتَ بكثرةٍ
وقليلُ ما أنكرتَ من معروفِها
كان العقوقُ إليك من إحسانِها
ألا تراكَ مُعلَّقاً بسقوفِها!!
*****
حلّق فلستَ مُضيَّعاً في حومةٍ
دارت أعنَّتُها عليكَ بخوفِها
ومددت فيهم من ضميرِكَ جُنَّةً
عطفاً ولست تقولُ في تحريفها
كِبَراً وما ابتذلتْ يداك وإنَّما
أهلوك أهلوها بظلِّ وريفِها
*****
وأراك تهزأُ بالخلودِ نكايةً
ونوارسي في الشيب بعضُ نديفِها
تكفيك نفسُك والقليلُ كفافُها
لكنما الزهّادُ كلَّ ضيوفها
أيُّ الخلودِ؟ وخلفَ ظهرِكَ غربةٌ
جعلتكَ بين ثقيلِها وخفيفِها
جمع النقيضين اللذين تفرَّقا
وتجمَّعا بك خشيةً بصروفها
تلك الليالي والأخيذُ تسابقا
فبأيِّهُنَّ وأنت قيد خليفِها
أَمَظنَّةً؟ وبك اليقينُ محاصرٌ
والشمسُ بين مغيبِها وكسوفِها
شتّى وداعاتٍ وقفتَ بظلِّها
والذكرياتُ تجول بين طيوفِها
تلك القلوب حملنَ فيك طفولةً
ونثرنَ في عينيك ورد قطيفِها
أخفى الترابُ وجوهَ كلِّ أحبَّتي
وأبانَ لي جوْرَ الحياةِ بحيفِها
*****
انا في غيابك ها هنا وغيابتي
جبٌّ سيوسعُ مقلتي برفيفها
ساقول فيك هناك بينَ تقولُ لي
ما أنت فيه هنا وبين وليفها*
سَيُقادُ أوَّلُنا بآخرنا بها
وكأنَّنا قطعٌ تلوذُ بزيفِها
هذي الظلالُ تمدُّ للأخرى يداً
وتعافُ في الدنيا بريقَ شفيفِها
ما كنتَ إلا بعضَ قافيةٍ بها
وكأنَّك الممنوعُ من تصريفِها
ولأنَّ روحَكَ في الصدى عَلَويَّةٌ
لم تلتفتْ لطبولِها ودفوفِها
كنتَ القريب كمن عُطفتَ بواوِها
لكنما اقصتك عن معطوفها
ولأنَّ وجهَكَ في الوجوه غرابةٌ
في أنَّها تغنيك عن تعريفِها
أمسيتَ شاهدَها بها وشهيدَها
“هاني بن عروةَ” فيك و”ابنُ عفيفها**
عيناك ألف روايةٍ وحكايةٍ
وجدارُ بيتِكَ جُنَّةُ لحليفِها
الماءُ كان وضوءَ روحِكَ غيمةً
والكربلاءات التي بمضيفِها
فعلامَ تخفي بالأصابعِ دمعَها
وَتَقيْ عيونَك من مسيل نزيفِها
ادري بما احترقت ضلوعُكَ فيهما
يا أيها المنسيّ بين صنوفِها
الغيبةُ الصغرى وجودُكَ دونهم
والغيبةُ الكبرى تراب خصيفِها**
فرطُ الندامة يجتليكَ مخاوفاً
يا أيها المسكون بين مُخيفِها
الياسمينُ تكسَّرت اغصانُهُ
ويداك فرع ورودها وقطوفها
تسعى بها الستّون تثقلُ خطوَها
وأراك توغل تالداً …بطريفها****
6-4-2022
——-
*وليف: الصديق والصاحب
**هاني بن عروة:صحابي جليل استشهد سنة 60 للهجرة على يد عبيد الله بن زياد بعد استشهاد مسلم بن عقيل.
ابن عفيف: عبدالله بن عفيف الازدي الغامدي الأصلي،ذهبت عينه اليسرى في يوم الجمل واليمنى يوم صفين، قتله عبيد الله بن زياد بعد واقعة كربلاء لانه دافع عن الحسين ع ورحله حين شتمهم ابن زياد، فكان اول شهيد بعد واقعة كربلاء.
***خصيف: الرماد.
****تالد: القديم الموروث.
الطريف: عكس التالد.