رغم مضى 19 عشر عاما على سقوط نظام الطاغية صدام حسين وحزبه الشوفيني العنصري والتغيير الذي حصل في النظام السياسي بالعراق،مايزال الكورد الفيليون يعلقون الآمال وينتظرون الحكومة تلو الأخرى عسى ان تستخطيهم و تلتفت احدها لحقوقهم ومعاناتهم التي اضحت قضية مستعصية لايمكن لحكام عهد الحرية والديمقراطية حلها،على الأقل اجلالا لتضحياتهم الجسام طوال القرن الماضي والى يومنا هذا.
خلال فترة التغيير تشكلت جمعيات ومنظمات مجتمع مدني كوردية فيلية عديدة بدعم من هذه الجهة السياسية أوتلك ولكنها لم يكن بمقدورها تحقيق الآمال والطموحات المتواضعة للكورد الفيليين لسببين،الأول تعارض المصالح و حب الظهوروالانانية لدى البعض والصراع على من يمثل الشريحة ليكون في الطليعة ويتسلم زمام المبادرة ليصبح القائد الأوحد بلا منازع، والثاني محاولة البعض الآخرأستغلال دماء الشهداء ومعاناة عوائل الضحايا لتحقيق مصالحهم الذاتية.
هنا ينبغي للقارئ اللبيب الا يفسر الأمر على انني اريد اوجه الانتقاد للبعض وابرئ البعض الآخر، جميع من تصدى للمشهد الفيلي و النخب الكوردية الفيلية يتحملون مسؤولية ما آلت اليه اوضاع شريحتنا، بحيث اصبحنا نطرق ابواب الفاسدين والمتعطشين للمناصب لنستجدي حقوقنا منهم والتي هي حقوق قانونية واستحقاق وطني وكان على حكومات عهد الحرية والديمقراطية ان تقوم بواجبها الوطني والأخلاقي وانصاف ابناء هذه الشريحة التي كانت لها دوراً ريادياً في تشكيل وقيادة اغلب الاحزاب والقوى السياسية العراقية بمختلف توجهاتها والمشاركة الفاعلة في الكفاح المسلح الدامي الذي كان الكورد الفيليين في طليعته.
اعتدنا كل عام وفي بداية شهر نيسان احياء ذكرى شهدائنا وضحايانا بوسائل مختلفة وبالأمكانيات المتاحة،لكن حتى في هذا الجانب لم نكن موفقين ولا بمستوى المسؤولية، على سبيل المثال في بغداد وحدها وفي جانب الرصافة فقط تمت اقامة ثلاثة مجالس تأبينية في يوم الجمعة 4 نيسان الجاري 2022 والمجالس لم تبعد عن بعضها سوى مسافات قليلة جداً،وكان من الأجدر والأفضل ان يقام مجلس تأبيني مركزي واحد بمشاركة وتعاون الجميع،على الأقل لنبين للآخرين بأننا رغم تباين وجهات نظرنا وأختلاف توجهاتنا السياسية،يجمعنا دم الشهيد الفيلي وتجمعنا الجروح والآلام لتكون على الأقل رفعا لمعنويات ابناء الشريحة و رسالة واضحة ومعبرة لمن ينظر لنا بعين الضعف والأنكسار.
من البديهي عندما يخطئ شخص او مجموعة بشرية في قرار او امرما عليهم اعادة النظرفي الخطط والبرامج وتصحيح اخطاء الماضي،والأستفادة من تلك الأخطاء للمرحلة المقبلة،لكن للأسف جميع المتصدين للمشهد الفيلي يرون انفسهم على الصواب والاخرين على خطأ على مدى 19 عاماً،وهذا ما ادى الى ان تراوح القضية الفيلية في مكانها وتدور في حلقة مفرغة وان تضيع حقوقنا الدستورية والقانونية ونجري وراء هذا وذاك ليستخطينا ويتعاطف معنا على اقل تقدير.
هنا لابد الألتفات ايضاً الى نقطة مهمة وهذه رسالة اخ صغير لأهلي الكورد الفيليين اينما كانوا وهي اننا طالما بقينا مشتتين على اساس القومية والمذهب،سوف لن تكون احوالنا افضل من اليوم وسوف لم ولن ننال حقوقنا الى آخر الزمان،اعزائي لا القومية تتعارض مع الدين والمذهب ولا الدين والمذهب يتعارضان مع القومية،يمكننا جميعاً الالتزام والتمسك بالمذهب وفي عين الحال ان نتمسك ونفتخربقوميتنا التي تمتد تأريخها وحضارتها وجذورها آلاف السنين.
في الختام اوجه رسالة لجميع من يرى نفسه راع للقضية الفيلية ويسعى بنية صافية وخالصة لأستعادة الحقوق المسلوبة المغصوبة وكذلك اساتذتي الكرام من النخب الفيلية في داخل العراق وخارجه بأنه آن الأوان ان نراجع انفسنا جميعاً والسعي من اجل رص الصفوف وجمع الكلمة وأستثمار المذهب والقومية كعامل قوة وليس عامل للفرقة والصراعات التي لا تنتج سوى الخسارة والخذلان.