العراقيون جميعا وأغلب العرب والكثير من دول العالم يعرفون محافظة الأنبار الأكثر شهرة في العالم ( الأنبار ) إحتلتها بتخطيط وتعمد مدروس قوات العدو الداعشي ومن ثم حررها الجيش العراقي الباسل بمعركة شرسة نقلتها جميع وسائل الإعلام في العالم , بل لأن ابناء الأنبار وأهلها وشم متجول بين قواميس العلم يحملون فضلا على إختصاصاتهم العلمية والإنسانية وسامة فكرية وتواضعا أخلاقيا قل نظيره بين دول العالم متحملين ما لم يتحمله أقرانهم ولو بنسب ضئيلة جداً , بدون مجاملات أو تأويلات أو تفسيرات أجد من المناسب في هذا المقال أن أوجه عناية المسؤولية إلى الجماهير الأنبارية لان ( التاريخ الأنباري ) سيحذف من على خرائط الأطالس والقواميس بعد أن أراد البعض من المتوهمين السابقين والجدد بعثرة كل خير للأمة الأنبارية , وتحويلها إلى مناطق اثارية أو متاحف مهجورة , هكذا بدون مقدمات الأنبار الخالدة العظيمة وتاريخها الكبير المعفر بالتضحيات , وأهل الأنبار الفضلاء النجباء الاصلاء الطيبون الصابرون وأنا واحد منهم الذين أمضوا سنين عمرهم بين العمل الشريف والبحث عن تحقيق الامل وخدمة الأنبار والعراق وأهل العراق بعيدة كل البعد عن البعد الطائفي السياسي والقبلي العشارئري , الأنبار القديمة والجديدة وأهل هذا المحافظة ومن صاهرهم من بغداد وذي قار واربيل والنجف الاشرف ونينوى وعاش معهم وأنا واحد منهم يتعرضون لمؤامرة مدروسة ومنذ فترة عقود هدفها الأول قطع رقبة ( أهل الأنبار ) بلا خجل ونثر وإبادة كل تاريخها بحجة المشاركات الكاذبة والمغرضة والمضحكة التي لم يقبض منها الناس غير الإعلانات والهتافات والتعليقات الممزقة وتصوروا أن الأنبارالخالدة اليوم يشيد عليه من يريد استبدال مكانها من مدن العراق وتقطع من العراق وأهل العراق ( باسم الديمقراطية الكاذبة ) التي يروج لها صحافيين وإعلاميين وبرامج في قنوات وبرامج مدفوع لها الثمن , تُقَسَّم مباريات كرة القدم وهي اللعبة الأكثر شعبية في العالم إلى شوطين ، كل شوط ( 45 ) دقيقة وبين الشوطين إستراحة وبعد الشوطين تمدد اللعبة إلى شوطين إضافيين آخرين إذا تعادل الفريقان في لعبة حاسمة وإذا إنتهى الشوطان بالتعادل تُحسم المباراة بالضربات الترجيحية ( الجزاء ) حتى تُحسم المباراة لأحد الفريقين .. وما يجري خلال مدة المباراة رُغم الأشواط والتمديدات والضربات الترجيحية لايقاس بما يجري قبل المباراة من إستعدادات وتحضيرات وتمارين للاعبي الفريقين تستمر لأيام ومايرافقها من تصريحات ومؤتمرات صحفية ودعم ورعاية لهذا اللعب أو ذاك .. كل هذا العناء لغرض الوصول إلى الفوز في مباراة واحدة قد تكون ضمن مئات المباريات في موسم واحد تهدف لكسب الفوز وإحراز البطولة .. والعرب لم يحرزوا بطولة كأس العالم بكرة القدم مثلاً
( على سبيل المثال ) على الرغم من مشاركاتهم المتعددة منذ ثلاثينيات القرن الماضي .. ولن يحرزوا هذه البطولة حتى يوم القيامة !
العرب ليست لديهم قُدرة على الإستبدال أو الإعتراف أو الخضوع الإيجابي أو الإنسحاب المناسب .. عكس ما أكده الكثير من علماء الإجتماع والفلسفة والمنطق العرب الّذين أعتبرهم أول المرضى بهذا الداء أخطأوا في تقييم العقل العربي.. فالعربي يعتقدُ دائماً أنه صحيح وأنه وحده لديه القدرة على تحمل القيادة .. والعرب بصورة عامة لايحب بعضهم بعضاً .. إلا إذا كانت بينهما مصلحة مشتركة فيتحول أحد الطرفين إلى قطعة من الحنان والعواطف والحب كي ينال رضى الآخر وإن لم تكن بينهما أي صلات قرابة أو صداقة فالمهم أنتفع منك وتنتفع مني .. وما يتحدث به معظمنا عن الوفاء والإيثار والتضحية ليس صحيحاً فنحنُ لانمدُ يدَ العون لأقربِ المقربين لنا إلا بعد تأكدنا من حصولنا على فوائد حتى وإن كانت مؤجلة .. أما الدين والتقوى فلا نعرفها إلا في لساننا فقط .. ما معنى أن نُصلي ونحنُ نضطهد الآخرين .. ما يجري من أحداث في هذه المباراة العجيبة لم نتمكن من تحديد بدايته كي نرسم صورة للنهاية وهذه المباراة المفترسة كشفت عن حقائق داخل صفوف العراقيين لم تكن معروفة من قبل .. فهذا الجهل بالتعامل مع الحدث بموضوعية وشفافية وتجاوز منطقي يضعنا أمام صورة أخرى للمباراة التي تجري في الأنبار اليوم !
نحنُ ( أهل الرُمادي ) لا نجد من يهتم بنا ّ! أما نحنُ وأنتم فالساحة وحدها ستنهي المباراة بيننا ! ولله .. الآمر