18 ديسمبر، 2024 10:54 م

العراق حدث مصطنع ام ضرورة تأريخية…….ندوة تناولها ملتقى رواد المتنبي الثقافي

العراق حدث مصطنع ام ضرورة تأريخية…….ندوة تناولها ملتقى رواد المتنبي الثقافي

الكثير من الناس يعتقدون ان تاريخ العراق هو عبارة عن تاريخ اسود مليء بالمظالم والقهر، في حين ان هناك نقاط مضيئة ومحطات ضمن هذا التأريخ تعمل على ذاكرة تاريخية مشتركة، والمشكلة ان الذاكرة الان هي ذاكرة فئوية تاريخية، يعني كل فئة لها ذاكرة وهي مبنية على المظلومية واذا بقينا عليها سنبقى مقسمين، بينما الذاكرة التاريخية المشتركة هي تبني الهوية الوطنية الجامعة ونكون امة سياسية واحدة، وحتى ان مفهوم الامة بات مشوها وكما هو معروف بالتسميات الامة العربية والامة الكوردية وهي تمثل انتماء عاطفي او تاريخي الى القومية، بينما الامة السياسية هو مفهوم حديث للدولة الحديثة المبنية على ان شعبها يمثل امة وفيها مواطنون متساوون.
هذا ما تناوله الكاتب والباحث فراس ناجي في محاضرته المعنونة (نشوء الدولة العراقية حدث مصطنع ام ضرورة تاريخية) والتي قدمها بدعوة من ملتقى رواد المتنبي الثقافي صباح يوم الجمعة الاول من نيسان في المركز الثقافي البغدادي قاعة شناشيل بحضور وكيل وزارة الثقافة والسياحة عماد جاسم ومن المختصين ورواد شارع المتنبي.
واوضح الكاتب ان لهذا البحث هل ان العراق دولة مصطنعة له اهمية كبيرة، لنبين ان هذه الدولة المصطنعة اما ان يتم استغلالها لتطوير مخططات ضد العراق كوطن وهذه المخططات معروفة، ففي عام 2006 ظهر مفهوم مخطط الشرق الاوسط الجديد كخريطة كاملة، وطرح بايدن مشروع تقسيم العراق، وكذلك طرح داخليا من قبل بعض سياسي العراق مشروع اقليم الجنوب واستفتاء اقليم كردستان، والحقيقة ان المخططات موجودة لتقسيم العراق وهذه مستندة على اساس مفهوم الدولة المصطنعة، وكل الندوات والمؤتمرات الدولية تستند على ان العراق صنيعة بريطانيا من ثلالث ولايات.
فيما تحدث الباحث فراس عن تبرير وتفسير صراع الهويات بعد 2003 في العراق وتبسيط تفسيره عند البعض، على انه يتكون من ثلاث ولايات بغداد والبصرة والموصل وهي غير مترابطة سياسيا واجتماعيا، وكل مجتمع من هذه الولايات له هوية وتاريخ وانتماء، وجاءت بريطانيا لمصلحتها الاستعمارية جمعت هذه الولايات وسمتها العراق، وهم يبينون ان كل شيء قبل الاحتلال البريطاني متخلف تقليدي، وان الاحتلال هو الذي اسس دولة العراق الحديثة وادخل المؤسسات، وهذا غير صحيح وهم بذلك يقللون من المحطات المضيئة في تاريخ العراق ومنها ثورة العشرين وثورات الاربعينيات والخمسينيات قبل ثورة تموز، وهذا ما يؤكد وجود تجانس وعمل مجتمعي موحد، وايضا يركزون في خطابهم على موضوع البيوتات البيت الشيعي والسني والكوردي وكأن مصالح هذه البيوتات هي بالضرورة مصالح متناقضة ومتعارضة ولا توجد هناك مصلحة وطنية تخدم كل هذه البيوتات. وهذا هو اساس منظور الدولة المصنعة التي تحاول ان تنسب العراق الحديث الى ذلك، في حين هناك حداثة للعراق قبل الاحتلال البريطاني، والدليل على ذلك وجود كلية حقوق في العراق قبل الاحتلال وكذلك هناك اعضاء في البرلمان العثماني من العراقيين وغيرها من ممارسات الحداثة، ولكنها كانت بطيئة وبعد الاحتلال كان هناك تسريع في ذلك.
وعن تشويه الذاكرة العراقية بين ناجي “هناك تشويه للذاكرة العراقية فكل نظام يؤسس سردية تاريخية لخدمته، فالنظام الملكي يركز على ثورة ملك الحجاز الحسين بن علي، ويتم الاحتفال بهذه المناسبة سنويا في العراق وكأن العراق وجد نتيجة هذه الثورة، وهذا يعطي الشرعية للملك فيصل ابن الملك حسين ملك العراق، والنظام الجمهوري عندما اتى الغى كل دور للنظام الملكي وجاء صدام الذي كان مدير لاعادة مشروع كتابة التاريخ، بحيث يهمش بقية المساهمين بالذاكرة العراقية ويركز على موضوع القومية العربية، ونفس الحالة الان السلطة تستخدم الذاكرة التاريخية وتشويهها لاثبات شرعية الحكم.
وعن الشراكة في الوطن والهوية الوطنية الجامعة اشار الى “ان النظام الجمهوري الاول عمل على اشراك الاحزاب المختلفة ايدولوجيا ليتبنى المشروع والبرنامج الوطني، ولم يكن مجرد اتفاقات وجلوس على طاولة جمعتهم، بل جاء عبر حركات احتجاجية وفكر وكتابات ومقالات، والمهم هنا ان المحطات المضيئة تؤسس لذاكرة تاريخية، وهذه الذاكرة نستطيع ان نبني عليها الهوية الوطنية الجامعة اساس لمشروع وطني به رؤية وطنية بديلة عن ذاكرة المظلوميات والمكونات، وثورة تشرين هي فرصة حقيقية لوجود جو عام ومزاج شعبي لتقبل هذه الهوية الجامعة الواحدة لبناء الهوية الوطنية.
واخيرا كانت هناك مداخلات وتسائلات اغنت الندوة وموضوعها وبعد ذلك قدمت شهادة تقديرية الى الكاتب فراس ناجي باسم تجمع رواد المتنبي الثقافي.