المِنطقةُ حُبلى .. والمِنطقةُ سوف لا تشهد ولادةً سياسيّةً جديدةً و قذِره فحسب , وذلك لا يعني نزول توأم او توأمين غريبين من الرَحَمِ العربي في وقتٍ واحد , كلاّ .. فالإستقراءات والفحوصات والنُذُر تشير الى قدومِ عددٍ من التوائمِ , توائمٌ لا يشبهونَ بعضهم .! وبعضهم مُشوّهين , وبعضٌ آخرٌ ذو سحنةِ الإفرنج , بينما توائمٌ اخرى تبدو صورها وكأنها منْ ” قوّاتٍ متعددة الجنسية ” منْ قوقاز و عجَم و لاتين وافغان … الخ يكاد المرء او المراقب العربي , لا يُصدّق و لا يقتنع بمجرياتِ الأحداث الجارية وحركتها ” غير الهندسيه ” , والى اين تتّجه بوصلة الإتّجاهات العربية , والى ماذا ستؤولُ اليه الأوضاع في المِنطقه . هنالك تداخلات تمتزجُ بتداعيات , وهنالك تفاعلات لا نرى ” الآن ” ما لها من إفرازات >ولعلّها في طور الصياغه الممنهجة او المبرمجة < , هل نحن تحتَ تأثيراتِ ال – MUDDLEHEADED التشوّش الفكري القادمة من الأجهزةِ التقنيّةِ لأجهزة المخابرات العالمية .! أمْ تُرانا لمْ نخرج بعد منْ شرنقةِ الغرائز السياسيه العربية و لمْ نتّجه بعد نحوَ درب االبلوغ والنضج الفكري السياسي .! وهذا ما يبدو مرجّحاً اكثرَ منْ غيره.. إنَّ أحدث الأحداث التي حدَثتْ احداثها في المِنطقةِ مؤخّراً … جعلتنا وكأننا نضرِبُ بعنفٍ اسداساً في اخماسٍ .! ولعلَّ اولى تلكنَّ الأحداث هي المفاوضات السرّيه التي جرت في سلطنة عُمان بين الايرانيين والامريكان على مدى ستّة شهور قبل الشروع في مؤتمر جنيف الأخير , وليست سرّية المفاوضات وطولها ومكان انعقادها فحسب هو ما أزّمَّ الوضع العربي والخليجي بشكلٍ خاص , بل عمّا دارت
وعمّا بحثت والى ماذا توصّلت .!؟ ثمّ كيف اقنع الامريكان دول مجموعة خمسه + واحد بتبنّي النتائج ” غير المعلنه ” لتلك المباحثات المبهمه , وثم استجابة الاوربيين الفورية لها … ولعلّ ما نتعرّضُ له الآن من POLITICAL DIZZINESS – دوار سياسي قد يكونُ مشروعاً او شبه مشروعٍ من زاويةٍ ما , ولعلّ ابرزما يسوّغ هذا الدوار هو ردّ الفعل السعودي او الخلاف السعودي – الامريكي الناشب جرّاء ذلك , ولربما نحسد انفسنا على تماسك اعصابنا غير المنضبطه لغاية الآن ونحن نفكّر بجزئيات وجزيئيات المباحثات الخاصة بين الايرانيين والامريكان , هل تجاهلت امريكا موضوع حزب الله الذي كان شغلها الشاغل .! وهل تركوا دول الخليج لقمةً سهلة المضغ للنفوذ الايراني .؟ ومقابل ماذا .! ثمَّ نجد انَّ المخاض يحتد ويشتد بهدوءٍ دبلوماسيٍّ وبصمتٍ مُدوٍّ , إذ و وسطَ التصريحات المتصاعدة والمتلاحقه ” من الغرب ” لتنحية الرئيس السوري , فأنّ الأسابيع القلائل التي مضت قد شهدت قدوم وفودٍ عسكريةٍ واستخباراتيةٍ ” بريطانية , المانية , ايطالية , اسبانية , وفرنسية ” الى دمشق وقد التقوا بمسؤولين سوريين رفيعي المستوى ” ومن المفارقات انّ معظمهم على لائحة الحظر الأوربي .! ” , مباحثات هذه الوفود قد اثمرت فيما اثمرت , على ايجاد تنسيقٍ مُفصّل مع القادة السوريين في مجالاتٍ أمنيّه ومخابراتيه وخصوصا في مجال مكافحة الحركات والتنظيمات الأسلامية المتطرّفه المتواجدة على الأراضي السوريه , كما من المفارقات الأخرى انَّ الوفد العسكري الفرنسي قوبلَ بتشدّدٍ سوريٍّ بالغ جرّاء السياسة الفرنسية المعادية لدمشق , لكنّ الفرنسيين لمْ ييأسوا وطالبوا وتقدّموا بوساطةٍ بريطانيةٍ – المانية مشتركه لتسهيل مهمّتهم في دمشق , ولعلّهم تمادوا اكثر بأبلاغهم القيادة السورية عن خلافاتٍ حادّه داخل الأدارة الفرنسيه حول الملف السوري وعن احتمال تغيير وزير الخارجية الحالي ” فابيوس ” و استبداله ب ” هوبير فيدرين ” المعروف بعلاقاته ووسطيّته مع الوضع السوري .. وأمامَ هذه المعلومات وهذه التفاصيل وصورتها المغايرة في مرآة الإعلام , فأين أمّة العرب ممّا يجري .!؟ وما برحَ التآمر العربي – العربي هو سيّد الموقف رغم اقتراب حافّات النار نحو الجميع … إنَّ الإرتفاعَ قليلاً – ولو لبضع سنتمترات – فوق الخارطة الجيوبوليتيكية العربية سيتيحُ مدياتٍ اوسع للنظر , بأنَّ بعض الأنظمة العربية + الحركات والتنظيمات الدينية المسلّحة المنتشرة في بلاد العرب , هي التي تقودُ المعركه .! وهي التي تفرضُ المعركة ضدّ استقرار الأقطار العربية ” كجبهةٍ داخلية ” , ويشدّنا ويجتذبنا النظر “هنا” الى سرعةِ وصول الأسلحة الى هذه التنظيمات والى السرعة الفائقة للتدريب واستيعاب هذه الأسلحة ولا سيّما تقنيّات وسائل التفخيخ والتفجير , عدا ضخّ الأموال التي تديم الزخم , ولعلَّ اوّل الأسئلة في هذا الشأن هو لماذا هذا التناغم والتزامن الناريّ بين هذه الحركات المتطرّفه في عددٍ من الأقطار العربية في آنٍ واحد .! والى متى سيستمر هذا الإقتتال العربي – العربي .؟ , وهل تُراهُ تمهيدٌ مبرمج لإستكمال عناصر التدخّل الخارجي الحاسم عبرَ إستخدام تقنيّة التدخّل عن بُعد وعِبرَ توظيفِ وتجييرِ عناصرِ علم وفنّ المخابرات و عُملاء الداخل ..!؟ , هذا وإذا ما ارتفعنا فوق الخارطة العربية مرّةً اخرى , وبمسافةٍ اعلى , ومنْ زاويةٍ تأريخيّةٍ – جغرافية مشتركة , فسنلحظ أنَّ اوضاع الجمهور العربي منَ ” المحيط الهادر الى الخليج غير الثائر ولعلّه الغادر ” قد كانت افضل كثيرا ممّا عليه الآن في فترة الأستعمار البريطاني – الفرنسي في بداية القرن العشرين , فكانَ هنالك وعيٌ سياسيٌ وفكريٌ ملحوظ , وكان هنالك نضالٌ لأجل التحرّر والأستقلال , وحتى المستوى الثقافي العربي كان ارفع درجة ممّا عليه في زمنِ تقنيّة المعلومات الحالي , فهل نحن بحاجةٍ الآن لأستعمارٍ جديدٍ كي يُعَمِّر عقولنا المضطربه في إنتماءاتها الوطنية والمذهبيه والسياسية …
[email protected]