22 نوفمبر، 2024 11:49 م
Search
Close this search box.

صوت المظلومين وحكم المتجبرين

صوت المظلومين وحكم المتجبرين

فتية امنوا بربهم فزادهم هدى ورحمة  ، يشبهون قرصة النقى ليس لاحد فيها من شيء ، خرجوا من مدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم وبيوتهم ، ليتوحدوا في جمع مؤمن تصدح حناجرهم بكلمة ” تكبير ” افترشوا الشارع الدولي الذي يربط العراق بعواصم عربية حاملين معهم كتاب الله وسجادات الصلاة وقناني المياة ، متمسكين بايمانهم العميق وبالمبادئ والقيم التي خرجوا من اجلها في تظاهرات واعتصامات سلمية ، مطالبين الحكومة باطلاق سراح السجينات اللاتي زج بهن في غياهب السجون التي امتلأت بالمظلومات والمظلومين الذين كانوا ضحايا المخبر السري، تزامنت مع قضية وزير المالية المستقيل رافع العيساوي لتكون بداية الشرارة والنقطة التي افاضت الكاس الممتلى بالظلم والجور والاقصاء .
هذه الاعتصامات التي وصفها رئيس الحكومة بالفقاعة والنتنة ، تحولت الى منبرٍ حرٍ اختلط فيه كل شيء مما جعلها تمتد الى محافظات الجغرافية السنية الذين يشاطرون اقرانهم في الحيف والمعاناة ، ليخرج صوت الحكمة والاعتدال على لسان  الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي محمولا على اكتاف الجمع الخير رغم شيخوخة عمره ، ومرارة المه في خطوة ، علها تجد ضالتها بين اولئك المعتصمين فتهدي المتجبرين للصواب الذين وجدوا انفسهم يتربعون على عرش السلطة الذي افقدهم توازنهم فتهيئ لهم انهم على صواب .
كان المتنفعون يتربصون ويتصيدون بخبث في ساحات الاعتصام لتسقط اول كوكبة من الشهداء فتتخضب ارض المساجد والبطولات ” الفلوجة ” برصاص الحكومة التي لم يعجبها صوت الحق ، فتزأر الاسود والضباع معا وتعتلي منصات الساحات رجال السياسة والدين ممن تلونت قلوبهم   بين البيضاء التي نبذت العنف والكراهية والطائفية ودعت ان تكون سلمية لا حربية ، والسمراء التي يعزف اوتارها السياسيون والمتنفذون ، فيتبدد دماء الشهداء بين تصريحاتهم ووعيدهم التي لم تكن سوى نعيق في الصحراء ، لتتحول مأساة الفلوجة المروعة الى شقيقتها الحويجة ، فيصبح الثمن اغلى وامر، في سيناريو مشابه في بشاعته لصورة الجندي الصهيوني الذين يقتل اشقاءنا الفلسطينيين بدم بارد .
اليوم يحاول بعض السياسيين في محافظة الانبار ممن خرجوا من رحم المعتصمين ان يركبوا موجة من سبقهم كي يلجم الاصوات الحرة الشريفة التي تطالب بالعدل والانصاف واستعادة الحقوق المغتصبة التي انتهكها المستبدون، وهم يتسابقون الخطى لنيل رضا الحكومة التي لم يبقَ منها سوى زبدها الذي لم يعد ينفع حتى العابثين في فلكه ، ستكون الساحات شاهدا على كل من سولت له نفسه وباع ضميره للشياطين الذين توهموا ان الناس يسيرون خلفهم فازدادوا ظلما وبطشا .
واختم مقالاتي بقول الله تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى )

أحدث المقالات