لو كان هنالك حظ في السوق لأشتريناه.. هكذا دائماً نقول لنرثي حالنا ونواسي أحزان بعضنا، لذا ياليت لو كان هنالك عقاقير ولاء الوطن للشفاء من مرض المصالح والفساد المالي والإخلاقي، لكن الشفاء من هذا النوع هداية ويهدي الله من يشاء الهدى.. لانحتاج الدخول في متاهات وتساؤلات كثيرة بشأن احتكار خيرات العراق وثرواته ذلك لأن أساساً نظام الحكم_البرلماني يبدو غير ناجح بمافيه الكفاية على الأرض العراقية فالمكونات داخل الحكومة تختلف في وجهاتها ومساعيها السياسية.. وبإذعان منذ فترة طويلة نجد انتشار فكرة الضحية والجلاد مابين المواطن والسياسي وهي: “العراق كعكة مقسمة” ولابد أن السكِّين المراد به تقطيع الكعكة هو الإتجاه عكس الوطن…في كل يوم ترسل شخصية أو جهة ما رسائل وتغريدات سياسية.. أحياناً قد تكون أقرب للألغاز لكنها ذو معنى بالنسبة للعائلة السياسية كالرسائل التي تتسارع إلى مسامعنا الآن حول تشكيل الحكومة الجديدة وتحديد الجلسة الحاسمة في إختيار رئيسي الجمهورية والوزراء، مابين حدوث انسداد سياسي وضغوط وتعطيل وانفراج ومابين الإتفاق أو حل البرلمان ومابين حكومة طوارئ أو توافقية أو أغلبية ومابين الوقوف على شخصية دون أخرى من البيوتات السياسية وبين تصريح واضح وآخر ضبابي، لايسع المتلقي أو المواطن العراقي إلا الإنتظار كالعادة.. في وقت تكشف مصادر أن مليارات الدولارات ذهبت دون أي معنى صُرفت سراً وإسرافاً وتلك الرسائل من نوع آخر.. مثلاً عقود تسليح دون فائدة بقيمة ١٤٩ مليار دولار رقم كبير وغير عادي، ليست إلا أموال ذهبت مع الريح في حين آخر تقول رسائل أخرى أن مئات النازحون والمتضررون بدون تعويضات مالية ووزارات بدون تخصيصات وموارد كافية للتعامل مع قراراتها وأزماتها وهكذا يصرح الكثيرون!!! .
أشياء كثيرة تثيرنا وتثير فينا التساؤل مثل صرف ثروات على مشاريع غير مهمة كما أن مشاريع بمليارات الدولارات أصبحت بعد زمن ملجأ للحيوانات السائبة، لذلك صرنا نؤمن بفلسفة “اللافائدة” في ظل شخصيات تتكالب من أجل المناصب و تتخذ قرارات بشأن التعليم والصحة والخدمات وحتى الشوارع من أجل مصالح لا تخدم المواطن وتشفيه من سقمه رغم مرارة العلاج، تلك القرارات والإتفاقات نالت من العراق وحققت له الكثير ليس من تطوير بل تأخير ليكون في مقدمة الدول البائسة متراجعاً في التعليم والصحة والإعمار وحدوث أزمات جديدة دخيلة وخسائر بقيمة ٤٠٠ مليار دولار منذ ٢٠٠٣ جراء خطى وتراكمات الفوضى .
من غير شك أن العراق وطن بالنسبة للبعض وكعكة بالنسبة للبعض الآخر أما السكِّين الذي يقطع الكعكة هي تلك الأكاذيب والمؤامرات والتمريرات والمبررات وكذلك تلك الرسائل المتنوعة والمتلونة والمتكررة التي تسيل من الألسنة، لذلك شئنا أم أبينا الشعارات الوطنية صارت لاتقدم ولاتأخر لكن لابد منها، يقول المؤلف المصري أحمد خالد توفيق: مأساة أن يكون السكوت مؤلم وأن يكون البوح دون فائدة .