استغربت كما استغرب غيري ممن استمع الى كلام دولة الرئيس المالكي بخصوص حسمه موضوع عدم الدخول الى مدينة الفلوجة، وطلبه الغريب من عشائر نفس المدينة التي يواجهها ويحاصرها بطرد المسلحين من تنظيم القاعدة الذين يتمركزون فيها. وهو كلام مفاجيء بعيد عن المنطق من جهة وعن كل ما لوح به دولة الرئيس منذ بداية الهجوم على الأنبار من جهة ثانية. والغريب انه جاء بعد ايام قلائل من تصريح المستشار الإعلامي له والذي قال فيه ان القوات الأمنية ستحسم موضوع الفلوجة وتدخلها في غضون هذا الأسبوع. بل وكان مناقضا تماماً لحديث شيخ الصحوات الجديد القديم ابو ريشه لقناة البغدادية والذي اكد ان موضوع المحافظة ككل وليس الفلوجة وحسب سيتم حسمه في اليومين القادمين. وبين كل هذه التناقضات وضياع الحقيقة بقي المواطن المسكين حائرا امام ما يسمع، في ظل تعتيم إعلامي مقصود وواضح وضبابية كبيرة حول ما يجري على الارض في الأنبار. بل الواقع يشير الى ان المجاميع المسلحة تمسك بزمام الأمور وبدأت تناور وتشاغل القوات الحكومية خارج مناطق حصارها، فتارة تضرب في ابي غريب ومرة في الطارمية وأخرى في التاجي، بعدها ضربت في الموصل وديالى وصلاح الدين، واقتربت في زحفها يوم أمس من حدود كربلاء المقدسة، حسب ما أوردته بعض وسائل الاعلام. وبقيت بغداد المسكينة على حالها تعيش حالة الإرباك والفوضى اليومية المستمرة ولها السهم الأكبر من التفجيرات والقتل والإرهاب، مع كل إجراءات الحكومة في داخلها وخارجها. اللهم احفظ العراق وشعبه، وأهلك الإرهاب والطغاة والمتجبرين