منذ نهاية الحرب العالمية الثانية , تقارب الأقوياء واتحدوا ضد الصعفاء ومضت العقود تعاني من سطوة الأقوياء على الصعفاء , أو الذين إختاروا أن يكونوا ضعفاء وتابعين وأدوات لتحقيق مصالح الآخرين.
ويبدو أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن صراع الأقوياء مع الأقوياء , كما هي الحالة عبر العصور.
فالضعفاء يتحولون إلى وقود للأقوياء في صراعاتهم مع بعضهم , والأمل أن الدول المستضعفة قد تعلمت دروسا صعبة من العقود القاسية الماضية , وأصبحت ذات قدرة على الإختيار وإبعاد نفسها عن سنابك سحقها وإبتلاعها من قبل القوى الكبرى , التي بدأت المنازلة الشرسة الغير مسبوقة في التأريخ.
ودول الأمة ذات قدرة عالية لإمتلاك نواصي القوة والتمكن , وعليها أن تفعّل عقول أبنائها الأذكياء , وتستثمر بالثروة البشرية اللازمة لتفعيل الثروة المادية , وتحويلها لمصادر للتحدي والإصرار على صناعة الحاضر المزدهر والمستقبل الأفضل.
وكلمة السر المطلوبة هي عدم التبعية لغير المصالح الوطنية والإرادة الوطنية المتوافقة مع تطلعات المواطنين.
إن إغفال حقوق المواطنين , وقيمة الإنسان , وإنكار الوطن كقيمة عليا ووعاء ضام وجامع لمكوناته , من الخطايا الكبرى والسلوك الأحمق الذي سيدفع إلى خسران عظيم.
قد يجور الأقوياء ويتصارعون , فلا تشاركوا أي طرف , وعليكم إستغلال الفرضة لبناء بلدانكم وتمكين مواطنيكم , والعمل بالعلم وتأسيس البنى التحتية للحياة الحرة الكريمة القوية , فما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع.
ويبدو أن هذا القرن سيشهد أفول العديد من القوى التي كانت مهيمنة على الأرض , وستنهض قوى أخرى لتؤدي دورها القيادي والتربوي للبشرية.
فهل أنه عصر أمة كانت ذات شأن في عصور ساطعات بالإبداع العقلي الأصيل؟
إن العقود القادمات ستجيب حتما!!
فهل سنكون؟!!