هنالكَ من الأخبارِ اخبارٌ مهما كانت وموضوعيّتها ومديات صدقيات , وخصوصا انها اخبارٌ عامة موجّهة لكل الرأي العام العالمي , لكنّ بعضاً من هذه الأخبار قد يُسبّب او يتسبّب بعُسر الهضم السيكولوجي او النفسي لبعض الشرائح الإجتماعية او القرّاء المتابعين , دونَ ان تنفع العقاقير الإعلامية او سواها من محاولة تسهيل وتذليل عملية سوء الهضم المعقّدة هذه .!
ما يجرّنا او يدفعنا لهذا الكلم , أنّ الصحافة العالمية ” الغربية ” والقنوات الفضائية كشفت ونشرت وبثّت عن طلباتٍ روسيّة من الصين لتزويدها بإمدادات لوجستية وسواها , بين لم تمض على الحرب مع اوكرانيا سوى 3 أسابيع ! , بينما شدّدت بعض المصادر الإخبارية الأخرى انّ هذه الإمدادات تقتصر على وجباتِ طعامٍ جاهزة للوحدات العسكرية الروسية داخل الاراضي الاوكرانية , ومؤكّدةً على عدم طلب موسكو لأسلحةٍ او ذخائر او معدّاتٍ عسكريةٍ ذات صلةٍ , حيث المسألة غدت مرتبطة بتحذيراتٍ وتهديداتٍ امريكيةٍ للصين في الدخول على الخط مع موسكو عسكريّاً , مّما يغيّر سيناريوهات وطبوغرافيا الحرب رأسأً على عقب او نحو ذلك ..
بعيداً عن الإسترسال في شؤونٍ حربيةٍ وعسكرية , وحيث لا نرغب بإستخدام عبارة < ربّاط الخيل > ولا نستسيغها , وبعيداً ايضاً عن مفردة < القصديّة > في الأدب العربي الحديث ” وكأنّ لا علاقة لها بالقصد ! ” , فحرّيٌ ان نقارن كيف انّ العراق قاتلَ وواجه الغزو الامريكي – البريطاني في عام 2003 ” ومعهم دولٌ اخرى كانت اوكرانيا من ضمنها ” ولنحوِ شهرٍ من المعارك والاشتباكات , بينما كانت الحصص التموينية – الغذائية تتكدّس مسبقا على كافة العوائل والجماهير العراقية , وكان محالاً إمداد وتزويد العراق بأيٍّ من المتطلبات اللوجستية , ولا نقول الحربية .! , ولعلّ الأنكى – الأحلى أنّ الجيش العراقي قاوم وقاتل ببقايا الأسلحة التي جرى تدميرها في حرب سنة ,1991
إنّه حديثٌ مقارن ضمن مفاهيمٍ اكاديميةٍ – عسكرية بحتةٍ حول اصطلاح < المقارن > ومقارنته بما يمكن المقارنة وعدمها , او ما بينهما .!