18 ديسمبر، 2024 11:28 م

هذا المنهج الفاعل في واقع الأمة , منذ أواخر العقد الثامن من القرن العشرين , بل قد إنطلق منذ نهاية الحرب العالمية الأولى , وتطور حتى إمتلك الأدوات القادرة على محق أهل الدين بدينهم.
فلو تابعتم ما جرى ويجري لأبناء الأمة على مدى أكثر من قرن , ستجدون أن المسلمين قد قتلوا من المسلمين ما لم يقتله أي عدو لهم منهم.
وكانت الأداة الأقوى والأسهل هي حشر الدين في السياسة , ذلك بتشكيل الأحزاب وتسييس المذاهب والجماعات والفئات , وتجييشها على بعضها , وإيهامها بأنها تمثل الدين القويم , وغيرها كافر وزنديق , وعليها أن تفتيَ بمحقه.
ووفقا لهذا المنهج المربح المريح , يتواصل شحن المواقف الطائفية , وتأجيجها وتسليحها ودعمها ماديا وإعلاميا , لكي تؤدي المهمة على أحسن ما يرام.
وتجد أبناء الأمة في معظم دولها منشغلين ببعضهم البعض , وما عندهم سوى الإنصراع بالدين , وكأنهم لوحدهم أصحاب دين , والدنيا بلا دين أو أديان متنوعة.
وتراهم يستهلكون الوقت في موضوعات تهدف لإشاعة البغضاء والعدوانية والتقاتل ما بين أبناء الدين الواحد.
ومن الأمثلة على هذه الطعومات والإلهاءات , أن تقوم فئة من المتمذهبين بما يرونه , بالطعن بما يمت بصلة لرموز الدين , لتهب بوجهها مجموعة أخرى وتصفها بما تصفها به , ويحتدم التصادم ويحلل كل منهم دم الآخر.
ويبدأ الصراع المدمر للدين وأهله.
وقس على ذلك العديد من الطعومات , التي بدأت بها الكراسي منذ فترة بعيدة , ولا زالت فاعلة في تدمير الدين بالدين.
والجديد أن أعداء الدين , قد أجادوا توظيفها للقضاء على أمة الدين , وبجهود وإرادة أهل الدين!!
فهل ستستفيق أمة الدين من هذا الغي المبين؟!!
أم سيبقى أبناؤها بما يُراد لهم يعمهون؟!!