أنظمة الحكم الوطنية لا تحتاج إلى براهين وحجج وأدلة معقدة لتأكيد وطنيتها.
إنها وطنية عندما تكون المدارس الإبتدائية في البلاد معاصرة وتضاهي أرقى البنايات , لأنها بودقات المستقبل الوطني .
فلا نحتاج من الحكومات إلى خطابات رنانة وإدعاءات كاذبة , نريد أن نلقي نظرة على المدارس الإبتدائية , ومن خلالها يمكن القول أن نظام الحكم وطني أو غير وطني , أي تابع للآخرين ويخدم مصالحهم ولا يعنيه الوطن ومَن فيه.
إن أبشع سلوكيات أنظمة الحكم في أي بلد إهمالها المدارس الإبتدائية , فكلما تطورت هذه المدارس إرتفعت أسهم وطنية نظام الحكم , وإن تردت فأسهمه الوطنية تهبط , فالعلاقة طردية ومتوافقة مع نسبة الإرادة الوطنية.
نظام الحكم الذي يوفر للأطفال أزرى أماكن التعليم , يحرمهم من تذوق طعم العزة والكرامة وحب الوطن منذ الصغر , فلا يعتب عليهم إذا ساء سلوكهم عند الكبر.
كل منا يتذكر مدرسته الإبتدائية بتفاصيلها , وما دار فيها من نشاطات وتطلعات وتفاعلات معرفية وسلوكية , فهي التي رسمت خارطة وجوده فيما بعد , ومنحته الأدوات اللازمة لبناء مشروعه في الحياة.
وكلما كانت المدرسة الإبتدائية زاهية معاصرة العمران , وفيها ما يساهم بالتهذيب والتأديب , وتنشيط العقول وتقرير سلامة النفوس , إنطلق منها جيل جديد لصناعة الحياة الأفضل.
“التعلم في الصغر كالنقش في الحجر” هذا ما صرّح به أجدادنا , وتوارثته الأجيال , لكننا تناسيناه , ورحنا نؤكد على ضرورة الجهل في الصغر , وحشو الناشئين بالمشاعر السلبية والتفاعلات الإستنزافية الخائبة , التي تبدد طاقاتهم , وتصادر تطلعاتهم , وتشحنهم باليأس والبؤس والقنوط , لأنهم يتعلمون الحرمان والإمتهان , والذل والهوان , وعدم إحترام الإنسان؟
فهل هذه رسالة “إقرأ”؟!!